ليس من مصلحة العالم السكوت على المجازر الرهيبة التي يرتكبها مجرم الحرب الجزار شارون بحق أبناء الشعب الفلسطيني·· وليس من مصلحة الدول الداعية إلى محاربة الإرهاب، بل تحمل راية مكافحة ومحاربة الإرهاب على جميع الأصعدة السكوت على ما يجري·· وليس من مصلحة العالم ولا كافة الاطراف في المنطقة الصمت على ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديدا في غزة· صمت العالم على ما يجري من قتل عشوائي وسفك لدماء الأطفال الأبرياء ومجازر بحق المدنيين، يستفز مشاعر العالم الإسلامي قاطبة بصورة يصعب التحكم فيها· وهذا الصمت الدولي المخجل هو الذي أفسح المجال أمام مجرم الحرب شارون لكي يتمادى في غيه وطغيانه وبطشه، فيأمر قواته بتوجيه فوهات قذائف الدبابات والآليات العسكرية والصواريخ إلى مناطق المدنيين العزل وإلى مدارس الأطفال وتجمعات الصغار والأبرياء كبارا وصغارا، والعالم لايزال صامتا صمت القبور والأموات وكأن هذه الدماء الفلسطينية التي تجري أنهارا، هي من الرخص بحيث لا تستحق دمعة أو حتى كلمة توقف الجزار عند حده وتجعله يعمل أي حساب للرأي العام العالمي·
تستمر المجزرة لليوم الخامس على التوالي، حاصدة أرواح العشرات من الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا ناقة لهم ولا جمل في حرب قذرة اختار لها أبو الإرهاب وصانعه شارون المكان والتوقيت، واختار لها الأدوات والأساليب، بينما العالم يغط في سبات عميق· الدبابات الشارونية مازالت تمارس فعل التدمير بصورة همجية ومنهجية، محطمة كل مقومات ما يمكن أن يشكل أساسا لدولة فلسطينية في المستقبل·
حجة شارون الذي يستخدم الأسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل المسمارية والصواريخ الانشطارية، هي وقف ''صواريخ المقاومة''، وهي كما هو معروف مجرد أسلحة بدائية تحدث أصواتا ترعب المستوطنين الذين استولوا على مزارع للفلسطينيين واعتبروها ''أرضهم!''·
والسؤال الآن هو: لماذا يصمت العالم ويترك شارون كالثور الهائج في دكان الخزف؟·· ولماذا لم يفهم العالم بعد أن العنف يولد المزيد من العنف المضاد، وأن المقاومة سببها الاحتلال، وبزواله تزول أسباب التوتر؟·· ترى من يجرؤ على قول الحقيقة وبالتالي يمسك الخيط الذي يؤدي إلى السلام المنشود؟·