سيقول السفهاء من الناس إن المجزرة التي ارتكبها الإرهابي المخبول ''أبو مصعب الزرقاوي'' وجماعته الذين يطلقون على أنفسهم ''الجهاد والتوحيد'' أمس الأول في قلب بغداد، ليست موجهة ضد العراق وأطفال العراق·· وسيبحثون عن ألف معنى ومعنى، وعن ألف تبرير وتبرير وعن ألف تفسير وتفسير وعن ألف قول وقول، لإبعاد تهمة القتل العمد وسفك دماء الأطفال الأبرياء مع سبق الإصرار والترصد، عن هذا المخبول الأهوج الذي سره ما رآه من مناظر الأمهات العراقيات أمس وهن يشيعن قطعا من أجساد فلذات أكبادهن إلى مثواهم الأخير! سيحاول السفهاء من العاملين في حقل الإعلام العربي ومن جمهرة المحسوبين على العروبة والإسلام ومن بعض المتفذلكين، إيجاد أكثر من باب لإخراج سيناريو هذا ''الزرقاوي'' ومن يقف وراءه من باب الإرهاب وإدخاله ودفعه نحو أي باب وتحت أي مسمى، غير عابئين بقتل البراءة من عيون أطفال العراق، ولا بأنهار الدماء التي سالت أمس الأول· فبعض الإعلام العربي خرج أمس بعناوين وتفسيرات، أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها غريبة على العقل والمنطق·· ''أنهار الدم العراقي تواصل النزف·· مئات القتلى والجرحى·· مقتل عشرات الأطفال في سلسلة تفجيرات·· ''·· من الذي ارتكب هذه الجرائم؟·· من انتهك حرمة الوطن العراقي وقتل البراءة في عيون أطفاله؟·· من الذي تلوثت أياديه بدماء أبناء العراق؟·· من الذي أحرق قلوب الأمهات العراقيات؟··
لماذا لا يسمي الإعلام العربي الأشياء بمسمياتها الحقيقية؟·· لماذا لا يفضح الإرهابي ''الزرقاوي'' وغير ''الزرقاوي'' من بقايا مجرمي ''القاعدة'' والمرتزقة التابعين لها؟·· لماذا يضحك بعض الإعلام العربي على الذقون والعقول ويبحث لهذا الإرهاب القبيح عن منافذ وتبريرات ليضفي عليه صبغة ''الشرعية'' بينما هو يحصد أرواح الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة الأبرياء؟
البعض حاول أن يجّمل جريمة ''الزرقاوي'' بقوله إن السيارات المفخخة التي أرسلها كانت تستهدف الجنود الأميركيين لكي يضفي صفة ''الحق'' على فعل باطل يتبرأ منه من في السماء قبل أن يتبرأ منه من في الأرض·· فهل يحق لكائن من كان أن يزهق أرواح الأبرياء بزعم أنه كان ينوي قتل عدوه؟!·· إنه منطق أعوج، اعوجاج الأدمغة التي تبحث عن كل فعل قبيح يرتكبه الإرهاب لتجميله، تارة باسم الدين وتارة أخرى باسم الوطن و''المقاومة''، بينما الدين والله والوطن العراقي براء منهم ومن أفعالهم الدنيئة·