لا يختلف اثنان في لبنان على أن الطائفية مرض لبنان القاتل ولا يختلف اثنان على أن كثيرين ممن هم في الداخل يعتاشون عليه ويمدون أسباب بقائهم من أسباب بقاء هذا المرض. والكثيرون أيضاً في الخارج يمدون أسباب تدخلهم في الشأن اللبناني من خلال هذا المرض الطائفي. وتسعير هذا المرض وخبوته يتبعان للظروف المحلية والإقليمية أو الدولية وفي بعض الحالات كل هذه الظروف مجتمعة حيث يتعاون الداخل مع الإقليمي مع الدولي ويشتعل البلد كما اشتعل فيما سموه "الحرب الأهلية" والتي كانت في الحقيقة حرب الجميع على أرضه. وكان قادة الطوائف دائماً يذهبون إلى حضن حامية كي تحمي نفسها واستمرار بقائها في حين شعرت أنها مهددة في مصالحها وفي كيانها. وهذا ما حصل إبان الحرب وما قبلها في فترة تنامي الوجود الفلسطيني المسلح وتسلح بعض الطوائف به لتهديد مصالح طوائف أخرى. من هنا تبدو القضية مجموعة مصالح تلتقي وتتباعد طبقاً للعوامل الداخلية وتضاربها وتكون هي المقاييس التي على أساسها يكون ارتباط هذه الطائفة أو تلك مع هذه الدولة أو تلك، وتُصاغ على هذا الأساس التحالفات الداخلية.
التخوين بين الطوائف لا يبني وطناً ولا التخوين داخل الطائفة يشكل أساساً لبناء هذا الوطن إلا إذا كان بناء هذا الوطن لا يعني بالنسبة إلى رجالاته سوى طوائف وزعامات وسجال قبل الانتخابات . حبذا لو تنتقل الزعامات من زعامات طوائف إلى زعامات وطنية وننتقل من أبناء طوائف إلى أبناء وطن فلا نعد بحاجة إلى حاضنة تهتم وتتدخل في شؤوننا ونحلق بأجنحتنا ولا نكون بحاجة إلى أن نحتمي تحت أجنحة أحد.
شـــوقي أبو عياش- لبناني مقيم في غينيا