شهدت بغداد أمس يوما دمويا أراده الإرهابيون أن يكون لحصد أرواح الأطفال الأبرياء خلال الاحتفال بتدشين محطة لضخ مياه الشرب في حي العامل الشعبي في بغداد, سيارات الموت المتنقل كانت بالمرصاد لاغتيال البراءة والحلم العراقي وحصدت السيارات المفخخة أمس أرواح حوالي 40 طفلا وعددا من النساء والرجال بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى, وبدلا من أن يحتفل العراقيون من أهالي حي العامل الشعبي بتدفق مياه الشرب إلى بيوتهم قطع الإرهاب شرايينهم لتسيل دماؤهم الطاهرة البريئة وتقتل أحلامهم حتى في الحصول على شربة ماء نظيفة, فالإرهاب والإرهابيون لا يريدون أي شكل من أشكال الحياة على أرض العراق ويسعون إلى تدمير البشر والحجر والمشاريع التي تعيد الأمل لهذا الشعب الذي أضحى بين نارين مستعرتين تأكلان الأخضر واليابس في أرض الرافدين.
الجريمة النكراء التي ارتكبها الإرهابيون أمس دون أن يرف لهم جفن والتي اغتالوا فيها البراءة لن تثنيهم عن الاستمرار في سباق الموت ضد كل ما هو عراقي لأن الأيام المقبلة ستكون فاصلة وهم يريدون من وراء هذه الأعمال الإجرامية البشعة بث أجواء الموت والترويع والرعب في نفوس العراقيين الذين اختاروا طريق الحرية والاستقلال التام والأخذ بزمام أمورهم بأيديهم لإدارة شؤون بلادهم, كما أن هذه العمليات الإجرامية لن تؤثر على برنامج الحكومة العراقية "المستهدفة من الإرهاب" وستواصل برنامجها في تنظيم الانتخابات في موعدها المقرر في العام المقبل والمضي قدما في إعادة بناء المؤسسات العراقية المدنية والعسكرية وفي مقدمتها الجيش والشرطة لتأمين القوة التي تستطيع حماية المنجزات التي يحققها الشعب العراقي في هذه المرحلة, ووقف الإرهاب واجتثاثه من جذوره وتنظيف المدن العراقية من كل أشكال المتمردين والمسلحين الذين يريدون أن يحولوا العراق إلى ساحة فوضى وخراب لتحقيق أغراضهم الدنيئة.
وفي هذه المرحلة المفصلية التي يتسابق فيها الإرهابيون لإفشال الحلم والمشروع العراقي مطلوب من الشعب العراقي بكل أطيافه وألوانه أن يلتف حول الحكومة المؤقتة ويدعمها في حربها ضد الإرهاب ويفشل هذه المحاولات المسمومة من قبل جماعات إرهابية وفدت إلى العراق لا تريد الخير لهذا البلد وأهله بل تريد أن تجعل منه ساحة مفتوحة للفوضى والتدمير لتجني هي المكاسب ومن يقف خلفها. وقوات التحالف ومعها المجتمع الدولي مطالبة في هذه المرحلة أن تساعد الحكومة العراقية بكل السبل والوسائل لكي تنجز مهامها في مواجهة هذا الوباء والقضاء عليه.