:Middle East Policy


أمن الخليج


قضايا سياسية عدة شملها العدد الأخير من دورية "Middle East Policy" التي تصدر كل ثلاثة شهور عن "مجلس سياسات الشرق الأوسط" الذي تأسس عام 1981 ويتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقراً له. وتحت عنوان "تقييم الأطر الأمنية البديلة في منطقة الخليج العربي" استنتج "مايكل كريج"، وهو مسؤول البرامج في مؤسسة "ستانلي" أنه في إطار الحديث عن أمن الخليج ثمة اتجاهان رئيسيان متعارضان هما: الهيمنة الأميركية والتعددية. وفي حال تم تطبيق الاتجاه الأول فإن العلاقات الأميركية- الخليجية يجب أن تتضمن عناصر أهمها، أولاً: أن يكون أمن الخليج قاصراً على الولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها، وضمن هذا السياق يتعين على واشنطن تحديد الأطراف التي يتم إقصاؤها عن أمن الخليج، استناداً إلى عوامل أهمها: بنية النظام السياسي لهذه الأطراف ودعمها للإرهاب وتطلعاتها في امتلاك أسلحة دمار شامل. ثانياً: معايير بناء الثقة خاصة في المجال العسكري كالتعاون لإجراء مناورات عسكرية والشفافية في بناء قدرات تسليحية وهذه المعايير يجب تطبيقها مع أصدقاء واشنطن وحلفائها. ثالثاً: الهدف النهائي يتمثل في استهداف البلدان "المارقة" خارج هذا النظام الأمني وعزلها وتغيير النظم السياسية فيها. رابعاً: أسلحة الدمار الشامل لن تكون هدفاً في حد ذاتها، بل إن المعيار الأساسي لدفع جهود منع الانتشار ستتوقف على شخصية الدول التي تمتلك هذا النوع من السلاح، على سبيل المثال إسرائيل وباكستان والهند غير مستهدفة. أما الاتجاه الثاني وهو "التعددية ذات المبادئ"، فإن أمن الخليج يجب ألا يكون حصرياً على أطراف بعينها، فإذا لم يتم إدماج إيران في الترتيبات العسكرية الجماعية لحلفاء أميركا في المنطقة، فإنه لا يزال بالإمكان احتواء طهران من خلال العلاقات الاقتصادية والأمنية. ولن يكون الهدف النهائي من هذا الإطار التعددي تغيير الأنظمة، بل إدارة التنافس بين دول المنطقة. وحسب هذا الإطار سيتم النظر إلى أسلحة الدمار الشامل كمشكلة تستوجب فرض قواعد عادلة يتم تطبيقها على الجميع بما فيهم الولايات المتحدة وإسرائيل وباكستان والهند.


وتحت عنوان "أوروبا والأطروحات الأميركية حول منطقة الشرق الأوسط الكبير: موضوعات أساسية للحوار" أشار "فولكر بيرثس"، وهو رئيس مجموعة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الألماني للشؤون الأمنية والدولية، إلى أنه على رغم قدرة الأوروبيين والأميركيين العالية على التنسيق المشترك، كما حدث في اللجنة "الرباعية" وخطة "خريطة الطريق"، فإن ثمة اختلافاً بين الجانبين في مسائل أهمها الصراع العربي-الإسرائيلي وعملية السلام ودورها في إحداث تغييرات واسعة في الشرق الأوسط، والتطور السياسي الداخلي في إيران، ومدى أهمية الترتيبات متعددة الأطراف بين دول المنطقة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"أوان": اللؤلؤة والإرهاب والنص الفيلمي


اشتمل العدد الأخير من دورية "أوان" التي تصدرها كلية الآداب بجامعة البحرين، على مواضيع ودراسات مختلفة نختار منها الآتي:


"اللؤلؤة كعلامة تجارية للبحرين" عنوان دراسة أنتروبولوجية مشتركة، اهتمت بتاريخ الغوص في البحرين وتطورات انتقاله من رأس مال اقتصادي إلى رأس مال رمزي. فالغواصون البحرينيون كانوا يمتهنون صيد اللؤلؤ منذ القدم وكانت حياتهم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبحر وبهذه المهنة، فتركت انعكاسها على موروثهم وثقافتهم، وبدت جلية في الأغاني والأمثال والحكايات. وقبل اندثار صناعة اللؤلؤ في ثلاثينيات القرن العشرين مع بداية عصر النفط، كانت صناعته قد طورت نظاماً "طبقياً" أصبح البحارة بموجبه بمثابة التابع والتجار بمثابة المتبوع. وتهتم الدراسة بالتجليات المختلفة لصورة اللؤلؤ في حياة البحرينيين المعاصرة؛ مشيرة إلى كبريات المؤسسات المحلية والمراكز التجارية والشوارع والمحلات والأماكن العامة ومحطات البنزين التي اتخذت أسماءها من اللؤلؤ، والى صورته في الصحافة اليومية والملصقات الكبيرة وفي الإعلانات التجارية، أي كل ما يكرس صورة اللؤلؤ كرمز لتثبيت الهوية وسط معمعة الصورة في عالم اليوم.


وعن "الإرهاب بوصفه صورة"، يتناول الناقد السعودي عبد الله الغذامي هجمات 11 سبتمبر 2001، أي اليوم الذي أفاق فيه الناس على صورة طائرتين تخترقان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، فكانت الصورة وهي تبث تلفزيونياً تحمل كل مقومات الإخراج السينمائي بأدق فنياته. حيث حرص صانعو الحدث على أن يحققوا له أعلى درجة من عالمية الصورة. لكن الصورة وهي تهشم البرجين، "عملت على تهشيم قوانين التأويل في الثقافة.. وصارت أقوى من أية لغة ومنطق في تحوي