في الأول من مايو 2003 أعلن الرئيس بوش انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في العراق وأن "مهمة بلاده قد أنجزت" في إشارة منه لسقوط نظام صدام حسين. هذه الأيام يصر الرئيس الأميركي على أن واشنطن أنجزت مهمتها في العراق، ويبدو أنه سيتشبث بموقفه في المناظرات التي سيشهدها الأميركيون بين بوش وكيري. الغريب أن ثمة إجماعاً على أن بلاد الرافدين لا تزال تموج بمشكلات جمة، تمتد من الانفلات الأمني وغياب قناعات سياسية مشتركة لدى العراقيين حول طبيعة الحكومة العراقية المقبلة أو الطريقة التي ستجري بها الانتخابات المقرر البدء فيها مطلع العام المقبل انتهاء بفتور الموقف الدولي تجاه العراق وذلك نتيجة الأحادية الأميركية المفرطة في قرار الحرب.
صحيح أن "كيري" وافق على قرار الحرب على العراق، لكنه يوجه الآن مجموعة من الانتقادات للرئيس بوش على السياسات المتخبطة التي أدت إلى تدهور الوضع في العراق. "كيري" وعد، في حال فوزه في الانتخابات، بإصلاح علاقات واشنطن مع حلفائها، وهو ما قد يساعد على حلحلة المسألة العراقية، لا سيما وأن دولاً أوروبية كفرنسا لا تزال رافضة لأية مشاركة في العراق وتشترط الآن إدراج بند انسحاب القوات الأميركية من العراق ضمن أجندة المؤتمر الذي تسعى واشنطن لعقده بخصوص الانتخابات العراقية.
عبد الحميد إبراهيم - دبي