تشهد الأراضي الفلسطينية قتلاً ونهباً وسلباً وتشريداً، وكل هذه الأمور تدور على مرأى ومسمع من العالم، والسكوت يخيم على المجتمع الدولي وكأن شيئاً لم يكن. وللأسف الشديد من يتابع هذه الأحداث يتساءل: أين ردود أفعال الدول العربية الإسلامية على هذه الأحداث؟ و يبدو أن دور هذه الدول أصبح الآن أشبه بدور المتفرج في ملعب كرة القدم. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أين القرارات الدولية التي تصدرها الأمم المتحدة باعتبارها الجهة التي لها الحق في اتخاذ القرارات المناسبة؟ الإجابة تكمن في أن القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ما هي إلا قرارات أميركية؛ فإذا كانت هذه القرارات تخدم إسرائيل يتم تنفيذها على أكمل وبأسرع وقت ممكن، إما إذا كانت هذه القرارات تخدم دولاً أخرى أو جهة أخرى، فإنها تصبح في نظر الأميركيين غير صالحة وغير قابلة للتنفيذ ولا تطبق. وقد سارعت هذه التناقضات في إحداث مواجهات عنيفة وخاصة من الجانب الإسرائيلي الذي استغل هذه القرارات واستغل الهدوء والبرود العربي والإسلامي لكي يجتاح الأراضي الفلسطينية ويقتل الصغار قبل الكبار. وكل هذه الأمور والعالم يتفرج وخاصة الدول العربية والإسلامية التي بدت وكأنها لا حول لها ولا قوة.
وبات الشعب الفلسطيني يكافح ويناضل من أجل البناء ومن أجل دينه ومقدساته التي هي لكل المسلمين الذين صاروا يتفرجون على ما يتعرض له الفلسطينيون وكأنهم يشاهدون فيلماً في إحدى دور السينما. وهذا هو الواقع المرير الذي نحن فيه.
هلال سلطان الريامي - أبوظبي