هذه ليست الشهادة الأولى من خبير في الأمم المتحدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بأنها وطن حقوق الإنسان والتعايش والتسامح والحوار الحضاري وكانت شهادات سابقة لرجال سياسة ورؤساء دول ومسؤولين في منظمات إنسانية أهلية ودولية قد أكدت على هذه الحقيقة ,ولن تكون بالتأكيد شهادة الخبير في الأمم المتحدة ديفيد ميكنرني في مجال مكافحة العنصرية وحقوق الإنسان الذي يزور الإمارات حاليا ليحاضر في شرطة أبو ظبي عن "حقوق الإنسان" ,لن تكون الشهادة الأخيرة ,لأن أي إنسان تطأ قدماه دولة الإمارات العربية المتحدة أول ما يلفت انتباهه ونظره هذا العنوان الإنساني العظيم الذي أرساه صاحب المبادىء والقيم العليا والمثل العظيمة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله ورعاه"وسموه الذي كرس قيم العدل والمساواة والطمأنينة والاستقرار في هذا الوطن المعطاء ,حتى أضحت هذه القيم الأصيلة أساسا متينا لبناء الإمارات ونهضتها الشاملة ومسيرتها المباركة.
في دولة الإمارات العربية المتحدة يعيش رعايا حوالي 180 دولة "أكثر من الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة" ويحظى الجميع بمختلف أعراقهم وأجناسهم ومعتقداتهم بكل الرعاية والحماية وتوفر لهم الدولة كل سبل الحياة الكريمة لهم ولأسرهم ,هذا الخليط الذي جاء من كافة زوايا المعمورة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أرض الفرص والاستقرار والعدالة يعيش حياة متجانسة ومنسجمة ويعمل الجميع في أجواء صحية تدعم التنافس وتتيح الفرص للجميع للكسب بشرف بما يعود عليهم وعلى مجتماعتهم في وطنهم الأصلي بالخير والمنفعة , وتقدر تحويلات العاملين في دولة الإمارات بما يعادل 11 مليار دولار سنويا إلى بلدانهم ,هذه المعادلة الإنسانية التي أرساها القائد "حفظه الله" لا يقتصر خيرها على العاملين في البلاد فحسب بل تمتد إلى الكرة الأرضية لتكون عنصر نماء وتنمية ودعم لهذه البلدان .
هذا التراكم الحضاري وهذا الفكر الإنساني المستنير لابد أن يعطي ثمارا طيبة ليس في الإمارات التي تحظى بسمعة عالمية طيبة ومصداقية على الصعيد الدولي فقط بل يدعم التعايش والحوار الحضاري بين الأمم والشعوب بما يرسخ أركان الاستقرار والسلام العالمي وهذا ما تطمح إليه الإمارات من وراء سياستها الإنسانية الرشيدة محليا وإقليميا ودوليا.