الحديث الذي يدور الآن سواء في العراق أو في الولايات المتحدة عن إمكانية عقد الانتخابات العراقية في موعدها يذكر الجميع بمدى فشل المشروع الأميركي في العراق، ذلك أن بلداً يموج بالعنف و"الإرهاب" يصعب إجراء انتخابات فيه، الأميركيون اهتموا بإسقاط صدام حسين ودحر نظامه، لكنهم فشلوا حتى الآن في إرساء أجندة سياسية لعراق ما بعد صدام، ما يجعل العراقيين فريسة سهلة لـ"الإرهاب" والتيارات المتطرفة. ومن الواضح أن واشنطن بالغت في ثقتها بعراقيي المهجر الذين لا يتمتعون بشعبية كبيرة داخل العراق، وفي غمرة مواجهتها للتنظيمات العراقية المسلحة أقحمت واشنطن نفسها، بقصد أو من دون قصد، في مواجهات غير محسوبة مع العراقيين، إلى درجة أن الغموض والضبابية أصبحا ملمحاً مسيطراً على عراق ما بعد صدام. الانتخابات العراقية ستضع واشنطن في مأزق ذلك لأنه قبل إجراء الانتخابات يجب أن يجمع العراقيون على شرعيتها ويثقوا في نزاهتها وديمقراطيتها. لكن من الواضح أن كل الأطياف السياسية العراقية مقبلة على حالة من عدم التأكد تجاه العملية السياسية في العراق، وخاصة أن موجة العنف تتصاعد، ما يجعل من إجراء الانتخابات أمراً في غاية الصعوبة.
نادر المؤيد - أبوظبي