''لا تنازل للإرهاب والإرهابيين··''·· قالها العالم أجمع بلغة واحدة، وإن اختلفت الكلمات والجمل والتعبيرات والمواقف· أي تنازل للإرهاب الهمجي الذي تقترفه جهات مشبوهة ترتدي عباءة الدين، والدين والله والسماء والأنبياء والشرائع منها براء، يعني انتصارا للباطل على الحق، ويعني تكريسا لمنهج القتل والذبح وسفك الدماء·· ويعني العودة إلى عصور الانحطاط، وإلى التهلكة التي تريد تلك الجماعات العمياء أن ترمينا إليها·
أي صراع بين الحق والباطل، هو صراع بين التحضر والتخلف·· وأي صراع مع الهمجية وضد الشراذم المتخلفة، ومع عصابات الإجرام وثلة المنحرفين والمختلين والشواذ فكريا وعقائديا ومنهجا وسلوكا، هو صراع بين التحضر والتخلف، ولا بد لمن يحمل مشعل التحضر أن يتوقع تقديم تضحيات·· وقد تكون التضحيات بأرواح بعض من أبنائها·
إن تلك الجماعات الهمجية التي تخطف الأبرياء وتقطع رؤوس الأسرى، في مخالفة وقحة لنصوص قرآنية صريحة ولا تشوبها شائبة، وفي تحد قميء لأحاديث نبوية شريفة، هي جماعات مارقة خارجة عن الدين·· والانصياع لتهديدات تلك الجماعات الجبانة، ''الزرقاوية'' وغير''الزرقاوية'' هو استسلام للإرهاب ولقوى الشر وهو بمثابة هدية وانتصار للباطل على الحق·
إذا كان قادة الكفر والإرهاب يظنون أنهم قادرون على إخضاع البشر وتطويعهم لمسلك منحرف وإدخالهم إلى عصر الانحطاط والسقوط، فإن هذا وهم آخر وسراب كبير يجرون خلفه، ظنا منهم أنهم قادرون على تحقيق مكسب هنا أو هناك· فالعالم لن يخضع لأي إرهاب مهما بلغت همجيته وسفالته ووضاعة مرتكبيه· أما أمة الإسلام فإنها اليوم أمام امتحان عسير، فوجود أصحاب الأدمغة الصدئة التي لوثها الإرهاب والتزمّت وثقافة إلغاء الآخر من أمثال إرهابيي ''القاعدة'' وعصابات الكفر والارتداد عن الدين القويم من أمثال ما يسمى بتنظيم ''التوحيد والجهاد'' أو أي عصابات إجرامية أخرى خرجت من تحت عباءتيهما، يضع أي مسلم ملتزم بتعاليم دينه الحنيف أمام اختبار صعب·· فإما أن يقبل بتلويث عقيدته بأفكار نتنة، أو يحارب تلك الأفكار حفاظا على نقاوة وطهارة عقيدته·
التاريخ يؤكد أن شعوبا وأمما كثيرة تعرضت لمحنة كالمحنة العظيمة التي تتعرض لها أمة الإسلام اليوم بوجود الإرهاب والإرهابيين من أمثال ''بن لادن'' و''الزرقاوي''·· والتاريخ ذاته يؤكد أن البقاء للأصلح وليس للأكثر تخلفا وتزمتا وعنصرية وهمجية··
هي فتنة كبرى، والتغلب عليها لا يتم إلا بنبذ الخوف من أي تهديد، ومحاربة أي فكر همجي يريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء·