:The Washington Quarterly


حلف الأطلسي والملف النووي الإيراني


قضايا سياسية متنوعة شملها العدد الأخير من دورية The Washington Quarterly التي تصدر كل ثلاثة شهور عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن. وتحت عنوان "الاستراتيجية الأطلسية للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني" أشار "روبرت جي. إنهورن" إلى أن الملف النووي الإيراني يطرح اختبارين مهمين للولايات المتحدة وأوروبا؛ أولهما يتعلق بما إذا كان الأميركيون والأوروبيون الذين اختلفوا بشدة حول العراق قادرين على العمل سوياً في الملف النووي الإيراني الذي يشكل أهمية كبيرة لهم وللعالم بأسره. وثانيهما إذا ما كانت هناك وسائل غير القوة العسكرية يمكن من خلالها منع بلد ما من امتلاك أسلحة نووية. الكاتب، وهو زميل رئيسي في برنامج الأمن الدولي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن ومساعد وزير الخارجية الأميركية في قضايا حظر الانتشار خلال الفترة من 1999-2002 يرى أن الخلاف الأوروبي الأميركي في المسألة العراقية دار حول الطريقة المثلى التي بواسطتها يمكن التأكد من نزع أسلحة صدام حسين، فهل الأفضل استخدام القوة العسكرية أم ترك المجال للمفتشين الدوليين؟ أما بالنسبة للملف الإيراني، فإن الخلاف الأطلسي حوله لم يصل حتى الآن إلى الخلاف الذي كان قائماً جراء الحرب على العراق، وعلى ما يبدو لا يعير أحد اهتماماً للخيار العسكري مع إيران، بل يعتمد الجميع، وبشكل مكثف، على المؤسسات الدولية المعنية، لا سيما وكالة الطاقة الذرية. وإذا كانت ثمة خلافات بين الأوروبيين والأميركيين حول الملف النووي الإيراني، فإنه يتعين على حلفاء الأطلسي ردم الفجوة القائمة بينهما تجاه طهران وتبني استراتيجية مشتركة، وإلا سيصبح هذا الملف الشائك أكثر عرضة للتصعيد.


أما في الشأن العراقي، فكتبت "باتشيبا كروكر" تقريراً عنونته بـ"إعادة بناء الاقتصاد العراقي" واستنتجت خلاله أن التحدي الذي يتعين مواجهته لإعادة بناء اقتصاد بلاد الرافدين يكمن في التحول من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق. الكاتبة وهي مساعد مدير برنامج "إعادة البناء في مرحلة ما بعد الصراعات" بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، أشارت إلى أن توجيه اقتصاد العراق نحو اقتصاد السوق يُشكل حجر الزاوية في سياسة الرئيس بوش التي تهدف إلى تحقيق الرخاء الدائم لهذا البلد الذي مزقته الحروب، لكن للأسف أدى التدهور الأمني إلى تعطيل إعادة بناء الاقتصاد العراقي.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"عالم الفكر": الموحدون وصور الدراما والأسلوبية


اشتمل العدد الأخير من فصلية "عالم الفكر" المحكمة، على معالجات فكرية وعلمية متنوعة، منها دراسة بعنوان "المشترك الفكري والسياسي بين الموحدين والمريدين" قدم كاتبها الدكتور محمد إسماعيل عبد الرزاق صورة من صور التواصل التاريخي والحضاري بين بلاد المغرب والأندلس خلال العصور الوسطى الإسلامية، إذ تعرض لحركتين متعاصرتين في الإقليمين، من حيث المنطلقات الأيديولوجية والأهداف السياسية. فقد تبنت كل من الحركتين دعوة مذهبية مبتكرة نهلت من أفكار ومعتقدات فرق المعارضة في إقليمها، استناداً إلى آلية واحدة هي آلية التوفيق، بهدف استقطاب قوى المعارضة جميعاً، توطئة للقيام بثورة شاملة ضد الحكم المرابطي. ورصد الباحث ما كان يجمع بين الحركتين من قواسم فكرية مشتركة وأساليب دعائية موحدة، وقال إن تلك القواسم وهذه الأساليب وصلت إلى درجة التماثل فيما بينها بما يؤكد الصلة التاريخية الوثيقة بين العدوتين ووحدة تاريخ دار الإسلام عامة.


وفي دراسة أخرى عن "الاتجاهات الحديثة في دراسة الصورة الذهنية في الدراما المرئية"، سعت الدكتورة جيهان يسري إلى رصد تلك الاتجاهات في دراسات الصورة الذهنية لشعوب العالم الثالث خلال عقد التسعينيات الماضي، وبلغ إجمالي الدراسات التي تمكنت من رصدها 93 دراسة منها 63 دراسة عربية. وتذهب الباحثة إلى أن الصورة الذهنية الراسخة عن شعوب العالم الثالث لن تتغير تغيراً جذرياً ما لم تتعرض لهزة عنيفة تحولها من النقيض إلى النقيض. وفي هذا الخصوص طالبت الباحثة بالسير في اتجاهين متكاملين: أولهما كشف الصورة الذهنية التي تصنعها دراما دول الجنوب بعضها عن بعض، وثانيهما التعرف على أسباب الصورة السلبية التي تعيشها وتروجها دراما الشمال حول الجنوب.


أما الدكتور محمد رضا مبارك فحاول في دراسته حول "نظرية التلقي والأسلوبية: منهاج التقابل الدلالي والصوتي" إدراك علاقة علم الدلالة والدراسات الصوتية، بالتلقي ونظريات القراءة واستجابة القارئ. ونظراً لتشعب الموضوع حصر الدكتور مبارك بحثه في