تحت عنوان "العلماء العراقيون واقعيون ويطلبون المستحيل" نشرت "وجهات نظر" يوم الخميس الماضي 16-9-2004 مقالاً للأستاذ محمد عارف، وضمن ردي على ما ورد في هذا المقال، أرى أن الكاتب دأب ومنذ سقوط نظام صدام على انتقاد كل ما يجري في العراق، ولا يرى أي شيء إيجابي في العهد الجديد، وهي نظرة أحادية للأمور ولا تنسجم مع الواقع.
ولا أود أن أعدد الإيجابيات التي ترتبت على سقوط نظام صدام، فهي واضحة لكل من يمتلك الحد الأدنى من الموضوعية التي يجب أن يتصف بها الباحث العلمي، وكان من المفروض أن يتصدى الكاتب إلى الأسباب التي أدت إلى انهيار نظام التعليم في العراق والذي كان من أرقى أنظمة التعليم في المنطقة، ويضع الحلول والاقتراحات للنهوض بهذا الحقل المهم الذي يعتمد عليه نهوض العراق من جديد، بل حاول تضليل القارئ كعادته... هذا رأيه وأخيراً أصبح حراً ويستطيع الآن أن يجاهر برأيه وأعتقد أن هذه من الإيجابيات للعهد الجديد.
ولكنني أتساءل عن سبب تعرضه لعالم جليل هو الدكتور حسن الشهرستاني الذي يحظى باحترام العالم ليس لمكانته العلمية فقط بل لنضاله الصلب ضد ديكتاتورية صدام أيضاً ونشاطه في المجال الإنساني، لا أرى هناك سبباً في حشر اسم الدكتور أسامة الباز أو النكات السمجة عن الأكراد في مقال يفترض أنه يناقش موضوعاً بالغ الأهمية وهو النهوض بالنظام التعليمي ومؤسسات البحث العلمي في العراق.
ولا شك أن هناك نكات كثيرة يتم تداولها في العراق عن الأكراد وعن الدليم وأبناء الريف كعادة الشعوب في الفكاهة البريئة على بعضها بعضا كما في مصر عن أهل الصعيد أو الإنجليز عن الاسكتلنديين أو السوريين عن أهل حمص وحماة....إلخ.
وكان من المناسب للكاتب أن يضع عنواناً آخر لهذا المقال مثل "كشكول" أو "من كل قطر أغنية" حتى ينسجم العنوان مع المحتوى. وخلاصة القول لا أرى أن نشر هذا المقال فيه شيء إيجابي يساهم في تحسين المستوى العلمي والثقافي في العراق وهو ليس أكثر من تعبير عن غيظ شخص موتور.
سردار البياتي - أبوظبي