تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة السيد "كوفي عنان" سواء التي أدلى بها لهيئة الإذاعة البريطانية أو التي أفصح عنها خلال افتتاح الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، يمكن اعتبارها "صحوة" متأخرة لأكبر مسؤول في المنظمة الدولية، فبعد مرور 17 شهراً على الحرب الأميركية البريطانية على العراق، يرى "عنان" أن هذه الحرب غير شرعية، وبعد ثلاث سنوات من الحملة العسكرية الشرسة ضد "الإرهاب" وبعد أن تضررت الحريات العامة وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة وخارجها جراء هذه الحرب، يعترف الأمين العام للأمم المتحدة بالضرر الذي لحق بحقوق الإنسان جراء هذه الحرب التي تتواصل ولا يعرف أحد متى وكيف ستنتهي. ربما يسعى "كوفي عنان" بتصريحاته في هذا الوقت المتأخر إلى تبرئة ساحته من تهمة السلبية أو الإذعان للولايات المتحدة، أو قبول الأمر الواقع، وأقول للسيد عنان: لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، فالحرب على العراق حصدت أرواح آلاف الأبرياء والحرب على الإرهاب تتواصل دون ضوابط أو معايير أو أهداف واضحة، لقد فات الأوان يا سيادة الأمين العام.
ناجي رجب - دبي