هل يجر الجدار الفاصل إسرائيل إلى عقوبات دولية؟


أبرزت الصحف الإسرائيلية قضايا محلية عديدة هذا الأسبوع، أهمها الخوف من قرار دولي جديد بشأن الجدار الفاصل. وفي الوقت نفسه يتواصل النقاش بشأن قضية الاستفتاء العام على خطة فك الارتباط مع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية.


تفوق دبلوماسي فلسطيني


الكاتب "شلومو شامير" علّق في صحيفة "هآرتس" على التحركات الدبلوماسية الفلسطينية في أروقة المنظمات الدولية معتبراً إياها بمثابة "الانتفاضة الدبلوماسية ضد إسرائيل". ويرى الكاتب أن السلطة الوطنية الفلسطينية تتحرك بجد في الأمم المتحدة ضد إسرائيل وقد تتعزز وتتسارع تحركاتها في الأسابيع القريبة. ويعتبر الكاتب أن الإنجازات والنجاحات التي سجلتها البعثة الفلسطينية في الآونة الأخيرة في ساحة الأمم المتحدة، والتي كان أبرزها تحويل قضية الجدار الفاصل إلى قضية مركزية على جدول أعمال الأسرة الدولية، فتحت الباب على مصراعيه لانتقاد إسرائيل ووفرت الظروف الضرورية للخطوة الأخيرة التي ستؤدي إلى المصادقة على قرار يتضمن لأول مرة تهديداً صريحاً بفرض العقوبات على إسرائيل.


بعثة السلطة الوطنية الفلسطينية في نيويورك، بحسب الكاتب، تسعى للمصادقة على قرار مناهض لإسرائيل، وتزمع في هذه المرة وضع قضية العقوبات في مركز تحركاتها خلال مداولات الجمعية العمومية التاسعة والخمسين التي افتتحت رسمياً في الرابع عشر من سبتمبر الجاري. ويرى الكاتب أن محاولة البعثة الفلسطينية المتوقعة لتوفير مبادرة العقوبات من خلال المصادقة عليها في مجلس الأمن، سيتم اعتراضها على الأغلب من قبل "الفيتو" الأميركي، ولكن الدبلوماسيين والمحللين في نيويورك يحذرون من تجاهل قرار خطي بمصادقة الجمعية العمومية يتضمن تهديداً بفرض العقوبات على إسرائيل.


"نتنياهو" رجعـي


الكاتب "يوسيف جويل" علق، في مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" يوم الاثنين الماضي، على سياسة وزير المالية الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" التي تقود إسرائيل إلى التراجع عن كونها دولة رفاهية عالية لسكانها اليهود. ويرى الكاتب أن "نتنياهو" تهور بقيادة ثورة اقتصادية رجعية لم ينجح في تحقيقها حين كان رئيساً للوزراء.


الكاتب يعتقد أن "نتنياهو" تقدم في حل مشكلات مالية كبيرة في الدولة العبرية، ومن أهمها قضية التمويل الحكومي العالي لمعيشة المستوطنين، ولكن الكاتب في ذات الوقت ينتقد سياسته الرجعية التي تضر بمستوى معيشة البسطاء أيضاً، ويطالبه بالحكمة في التعامل مع مشكلات الاقتصاد الإسرائيلي الحقيقية.


تراجع الحريات


خلال الأسبوع الماضي ناقش الكاتب "جدعون ليفي"، المتخصص في حقوق الإنسان، عدة قضايا محلية إسرائيلية تدل على تحولات خطيرة قد تؤدي إلى صراع داخلي كبير. وفي مقال نشره قبل يومين في صحيفة "هآرتس" تحدث الكاتب عن موضوع حدة الطباع الإسرائيلية في التعامل مع الرأي الآخر في الآونة الأخيرة، وهو ما أسماه الكاتب بـ"اللعبة الجديدة"، حيث يتم التعامل مع كل تصريح متطرف يصدر عن شخص يميني، أو كل لافتة وملصق يبعث على الغيظ في تظاهرة ما، أو كل طقس هامشي غير مهم، بتحويله على الفور إلى التحقيق الأمني وإلى النيابة العامة. ودعا الكاتب في مقاله إلى إيقاف هذه العادة البائسة على الفور.


العنوان الرئيسي لمقالة "جدعون ليفي" ليس الحديث عن ظاهرة بعينها، ولكنه يسعى لوضع حد لعدة مستجدات محلية إسرائيلية تعتبر خرقاً للديمقراطية وحقوق الإنسان، فهو يرى أنه إذا لوح مستوطنون خلال تظاهرة باللافتات التي تلقب "أرئيل شارون" بـ"الديكتاتور" فهذا ليس من شأن الشرطة، ومن المسموح لهم أن يعتقدوا أن "شارون" ديكتاتور وأن يطلقوا عليه هذا الوصف. وإذا رفعوا لافتة كتب عليها "لن نغفر" تحت صورة رئيس إدارة إخلاء المستوطنات فليست في ذلك أية مسألة جنائية أو جرمية. ويتساءل الكاتب: هل تدعو الطقوس الدينية، على شاكلة طقوس اللعنة التي هدد بها حاخام في مستوطنة "بسغوت"، إلى اقتياده للتحقيق؟ ويرد الكاتب على سؤاله بالقول: إن الحاخام مخول بتنظيم أية طقوس غريبة الأطوار تخطر في باله، وأنصاره مخولون أيضاً بالسير في أعقابه طالما لم يتعلق الأمر بتهديد حقيقي لحياة رئيس الوزراء.


الاستفتاء على فك الارتباط


يثير موضوع الدعوة إلى إجراء استفتاء عام على خطة فك الارتباط مع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية استياءً في عدة محافل سياسية إسرائيلية، وفي مقال لـ"شلومو أفينيري" نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" يرى الكاتب أن موضوع إجراء الاستفتاء العام حول خطة فك الارتباط لن يوحد الصفوف، بل سيخلق انشقاقاً كبيراً، ولن يؤدي