هددت الولايات المتحدة طوال السنوات الثلاث الماضية من خطر الدول التي تصفها بـ"المارقة" والتي تزعم واشنطن أن بحوزتها أسلحة دمار شامل أو لديها النية لإنتاج هذا النوع من الأسلحة. وضمن هذا الإطار شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، والآن ها هي أميركا تصعد ضغوطها على إيران وتهددها من مغبة امتلاك أسلحة نووية. لكن ثمة خطراً حقيقياً يتمثل في كوريا الشمالية ذلك البلد الشيوعي الذي يمتلك برنامجاً لتطوير الأسلحة النووية ولديه تقنيات عسكرية متطورة قادرة على النيل من القوات الأميركية المنتشرة في كوريا الجنوبية واليابان. الغريب أن العالم متأكد من حيازة كوريا الشمالية أسلحة دمار شامل، وما يزيد الطين بلة أن هذا البلد يعاني من فقر مدقع ومجاعة قد تجعل من تهريب هذه التقنيات الحربية المتطورة أمراً وارداً. لكن واشنطن فضلت نفط العراق كهدف سهل يمكن تحقيقه بتوظيف ادعاءات كاذبة مفادها أن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل، بينما تركت كوريا الشمالية البلد الذي يشكل تهديداً حقيقياً دون مواجهة حقيقية واكتفت بإجراء محادثات سداسية كمحاولة لإجبار بيونج يانج على التخلص من برامجها النووية.
علاء سيد - دبي