بيع الرهائن من جماعة إرهابية إلى جماعة إرهابية أخرى فصل جديد يدخل في مسلسل الإرهاب الدموي في العراق ويفتح الباب على مصراعيه لدخول مجرمين جدد ومتعهدي قتل وخطف للاستفادة من هذا المزاد الذي عقدته جماعات الإرهاب بكل فئاتها وألوانها الدموية التي باتت تستوطن العراق وتعتبره ملاذا لها لتنفيذ اغراضها وصفقاتها المشبوهة ولو كان ذلك على جماجم البشر وأشلاء الأبرياء.
هذا التعاون وهذه الجسور الدموية التي أقيمت على الجثث تشير إلى أن هذه الجماعات لديها صلات مع بعضها البعض ولديها وسطاء يتحركون في أنحاء العراق لبث المزيد من الخوف والرعب في نفوس الأبرياء واصطياد الضحايا في وضح النهار أو تحت جنح الظلام, وتحركات الإرهابيين تشير أيضا إلى أن هذه الجماعات الإجرامية لا تعمل لوحدها في الساحة وهناك جهات سواء كانوا أشخاصا أو "جهات متنفعة" أو حتى دول تقدم لهم الدعم اللوجستي والمعلوماتي وتوفر لهم الغطاء لكي يتحركوا ويتنقلوا ويتلونوا كالحرباء لتحقيق اغراضهم الدنيئة. واغتيال شيخين بارزين من شيوخ هيئة علماء المسلمين خلال أقل من ثمان وأربعين ساعة على أيدي مسلحين مأجورين يؤكد أن هذه الجماعات تسللت إلى العراق لإحداث فتنة بين أهل العراق وإشعال حرب أهلية بين أبناء البلد الواحد فهذا هو الهدف الذي تسعى إليه الجماعات الإرهابية المتعددة, وماهو الذنب الذي ارتكبه الشيخان لكي يلقيا حتفهما اغتيالا برصاص الغدر المأجور سوى بث الفتنة بين أبناء العراق وإشعال الحرب الأهلية لا سيما وان الشيخين ينتميان إلى رابطة علماء المسلمين التي كان لها دور بارز في إطلاق العديد من الرهائن الذين اختطفوا في العراق بالإضافة إلى نفوذها وتأثيرها الكبيرين على أماكن ومناطق عديدة داخل المجتمع العراقي كمرجعية دينية محترمة لها وزنها ولها كلمتها ,والاهم من ذلك أن الهيئة أصدرت فتاوى ضد الأفعال الإجرامية التي ترتكبها الجماعات الإرهابية سواء من خطف للأجانب أو قتل للأبرياء بحجة أنهم ينتمون إلى دول أجنبية ومثل هذه الفتاوى من الهيئة فضحت زيف هذه الجماعات وافتراءها على الدين الإسلامي وعلى المسلمين خصوصا في العراق وهذه الفتاوى لا تعجب سفاكي الدماء وأرادوا بعمليات الاغتيال الدنيئة توجيه رسالة إلى علماء المسلمين يريدون من خلالها تكميم الأفواه ,ولكن هيهات فإن أمثال هذه الجماعات الضالة ملعونة من المسلمين كافة وهم فئة خارجة عن الملة ولا صلة لها بالإسلام والمسلمين.