"خديعة كبرى" في العراق... و"غوس" غير قادر على إصلاح الاستخبارات


طغت المسألة العراقية على اهتمامات الصحافة الأميركية هذا الأسبوع، لا سيما بعد تصاعد وتيرة العمليات "الإرهابية" في بلاد الرافدين، وقرب صدور التقرير الخاص بأسلحة الدمار الشامل العراقية الذي يعده كبير المفتشين الأميركيين على أسلحة العراق "تشارلز دويلفر". وفي غضون ذلك ثمة تشكيك في قدرة مدير وكالة الاستخبارات المركزية "بورتر غوس" على إصلاح أجهزة الاستخبارات، واهتمام برصد أزمة الديمقراطية في روسيا بعد عملية "بيسلان".


"الخديعة الكبرى"


ضمن تعليقها على المأزق الأميركي الراهن في بلاد الرافدين، وتحت عنوان "بوش والعراق" نشرت "واشنطن بوست" يوم أمس الأحد افتتاحية أشارت خلالها إلى أن الرئيس الأميركي لم يعترف خلال حملته الانتخابية بحجم المأزق الذي يواجهه في العراق البلد الذي هيمن على أكثر من نصف فترته الرئاسية. وحسب الصحيفة، فإن "الخديعة الكبرى" غالباً ما تسيطر على سياسات بوش تجاه العراق، فالرئيس الأميركي فشل في الاعتراف أو الإعداد لحقيقة مفادها أن إعادة إعمار العراق بعد الحرب قد تكون مهمة طويلة وصعبة وخطيرة، وسلّم عراق ما بعد الحرب لقادة "البنتاجون". وبعد أن تجاوز عدد القتلى الأميركيين في العراق 1000 قتيل، فإنه يتعين مقاضاة الرئيس بوش.


نجاح زائف


"ليس من المدهش أن يتضمن تقرير سري، صدر الشهر الماضي عن إحدى الوكالات الاستخباراتية، ثلاثة سيناريوهات عراقية خلال العام المقبل، تنبأت باستقرار هش في بلاد الرافدين وربما حرب أهلية بين الشيعة والسنة والأكراد"، هكذا استهلت "بوسطن غلوب" افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي لتشير إلى أنه على رغم ما ورد في هذا التقرير، فإن الشيء المدهش يتمثل في أن الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني يدعيان أن سياستهما في العراق قد أحرزت نجاحاً كبيراً. لكن استمرار عمليات القتل التي يتعرض لها العراقيون والأجانب داخل العراق، تشكك في احتمال إجراء انتخابات لتشكيل جمعية وطنية في يناير 2005، ما يكشف فشلاً واضحاً منيت به إدارة بوش في مسألتي صنع السلام وبناء الدولة في عراق ما بعد صدام. وتحت عنوان "الوعود البراقة لن تخفي التحولات المأساوية في العراق" نشرت "يو أس أيه توداي" يوم الخميس الماضي افتتاحية رأت خلالها أنه يوماً بعد يوم تنكشف الحرب الأميركية على العراق لتصبح سيناريوهات بوش الوردية أقل إقناعاً. وحسب الصحيفة، فإن الحقائق على الأرض تجعل من التنبؤ بأسوأ السيناريوهات العراقية مقبولا جداً. على سبيل المثال يسيطر المتمردون في العراق على 36 مدينة وبلدة معظمها في المثلث السني، وأصبح معدل الهجمات التي تتعرض لها قوات التحالف 50 هجوماً يومياً.


تقرير "تشارلز ديولفر"


بعبارة "النوايا ضد الحقيقة في العراق" عنونت "نيويورك تايمز"، افتتاحيتها ليوم السبت الماضي لتذكّر بأن الرئيس بوش طالب الأميركيين قبل شهور بأن ينتظروا كي يتحققوا من امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وذلك بعد أن كشف "ديفيد كاي" كبير المفتشين الأميركيين عن أسلحة العراق زيف الادعاءات التي تفيد بأن صدام حسين كان يمتلك هذا النوع من الأسلحة، أو أن لديه القدرة على استخدامها في أي وقت. الآن يزداد السبب الرئيسي الذي استند إليه بوش في شن الحرب على العراق تآكلاً، فثمة تقرير قد يصدر خلال الأسابيع المقبلة، يعده "تشارلز ديلفر" الذي يشغل منصب كبير المفتشين الأميركيين على الأسلحة العراقية خلفاً لـ"ديفيد كاي"، من المتوقع حسب الصحيفة أن يتوصل هذا التقرير إلى نتائج مفادها أن الأميركيين يفتقرون إلى دليل يثبت أن العراق كانت لديه برامج ضخمة لإنتاج أسلحة محرمة، لكن صدام كانت لديه نية واضحة لامتلاك هذا النوع من الأسلحة.


ويبدو أن إدارة الرئيس بوش تجد في "النوايا العراقية" ملاذاً من خلاله تستطيع تبرير حربها الاستباقية، بمعنى أن هذه الإدارة تبرر الحرب بنية صدام امتلاك أسلحة نووية وكيمياوية وبيولوجية.


"العودة إلى الاتحاد السوفييتي"


تحت هذا العنوان نشرت "ذي كريستيان ساينس مونيتور" يوم الأربعاء الماضي افتتاحية رأت خلالها أن السياسات الجديدة التي أعلن عنها "فلاديمير بوتين" بعيد أزمة "بيسلان" تعزز سلطات الرئيس الروسي أكثر من كونها تستهدف تحقيق مزيد من الأمن لروسيا الاتحادية، ما يذكر بالسياسات المركزية إبان الاتحاد السوفييتي السابق. الصحيفة استغربت من قرار "بوتين" حرمان الناخبين من حقهم في التصويت في انتخابات مباشرة لانتخاب محافظي الأقاليم أو أعضاء البرلمان، وهو قرار يعكس أسلوب "بوتين" في التشبث بالسلطة، فمنذ وصوله إلى سدة الحكم قبل أربعة أعوام