تواترت أنباء مفادها أن جنوداً أميركيين أتوا للقتال في العراق يتدربون على حرب الشوارع في إسرائيل. ويبدو أن الإسرائيليين يحاولون أن يصوروا أنفسهم وكأنهم عباقرة عصرهم في كل شيء حتى في حرب الشوارع. وكل ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في الضفة والقطاع لا علاقة له ولا يمت إلى حرب الشوارع بصلة. لأن الشعب الفلسطيني محاصر وكل طرق التموين مقطوعة عليه وأكثر ما امتلك من أسلحة هي سلاح فردي لا أكثر ولا أقل ولا حتى قنبلة يدوية عادية أو يدوية الصنع. بينما في حرب الشوارع الحقيقية، نجد أقل ما يستعمل فيها بالإضافة إلى الأسلحة الأتوماتيكية هي القذائف الصاروخية والمضادة للآليات، إضافة إلى الألغام الأرضية وهذه كلها نادرة وليست بمتناول الشعب الفلسطيني ولم نسمع بأنها استعملت في أية مواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلا نادراً ومن أجل هذا جعل الفلسطينيون من أجسادهم قنابل متفجرة بينما إسرائيل تستحوذ على ترسانة العالم من السلاح. لذلك لم نر سيارات النقل والمركبات العسكرية تتعرض للقذائف الصاروخية وإنما للحصى والحجارة. وأين هذا مما يُسمى بحرب الشوارع؟ إن العراق تختلف كثيراً عن فلسطين، فحصار مدينة فلسطينية وقصفها ومواجهة أطفال الحجارة بالدبابات يختلف عن المواجهات التي يتعرض لها الأميركيون داخل العراق على أيدي عناصر قاتلت وعاشت حروباً عديدة ضد إيران وتدربت على أيدي متخصصين عدا عن كونهم يجيدون التعامل مع طبيعة الأرض والمناخ، وأنهم بين شعبهم وأهلهم وخطوط الإمدادات والتموين مفتوحة والسلاح والذخيرة متواجدة من بقايا جيش صدام. إنها مهزلة أخرى يحاول الإسرائيليون استدراج الأميركيين إليها كي يؤكدوا للغرب أنهم فعلاً قاعدة عسكرية ولوجستية متقدمة لهم وهم بحاجة لها ولخبراتها ولازمة ضرورية لا غنى عنها.
شـوقي أبو عياش-لبناني- مقيم في غينيـا