تضيف الدفعة الجديدة من رجال الشرطة العراقية الذين تخرجوا أمس من المملكة الأردنية الهاشمية والتي يصل قوامها إلى حوالى ألف رجل تقريبا دماء جديدة لتعزيز أركان الأمن والاستقرار في العراق الذي يشهد في هذه الآونة وتيرة متزايدة من العنف والإرهاب الذي يحصد أرواح العشرات من المدنيين الأبرياء ويستهدف في الأساس عرقلة المشروع العراقي برمته للانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة وعهد جديد من الإعمار والأمن والاستقرار والحرية ·
أمام هذا الوضع الأمني الذي يزداد سوءا تواجه الحكومة العراقية ومعها قوات التحالف تحديات متزايدة وفي مقدمتها الهاجس الأمني الذي أضحى مطلبا أساسيا يسبق غيره من المطالب والعناوين ،لا سيما وان البلاد تستعد بعد أشهر معدودة لإجراء الانتخابات التي تضع البلاد على طريق مرحلة جديدة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني الحرية والاستقلال، وبدون تعزيز أركان الأمن والاستقرار وتقوية بنية الجيش والشرطة وأجهزة الأمن والاستخبارات سيكون الحديث عن مشاريع التنمية وغيرها ضربا من المستحيل ،الإرهاب الذي ينشط خلال هذه الفترة بالذات يريد أن يوصل رسالة أولا للشعب العراقي قبل الحكومة والنظام الدولي أن جميع هذه العناوين التي تتحدثون عنها مهددة وغير قابلة للتنفيذ وهذا أمر خطير لابد أن تدركه الأسرة الدولية والتحالف والحكومة العراقية لأن خطر الإرهاب لا يهدد العراق وحده، وأمام هذه المعطيات لابد من تحديد رؤية عاجلة وناجعة من قبل الحكومة العراقية والتحالف وبدعم من الأسرة الدولية لوقف هذا التدهور الأمني الذي يدفع ثمنه العراقيون الأبرياء في المقام الأول، والتركيز على ملاحقة الإرهاب والإرهابيين الذين يريدون نسف العراق وتحويله إلى محرقة لا تبقي ولا تذر حتى يواصلوا أعمالهم الإجرامية من قتل وذبح وترويع واختطاف وابتزاز ليس للعراق والعراقيين فحسب بل للأسرة الدولية· إن التسريع في تعزيز هيبة السلطة العراقية وتقوية الجيش والشرطة والاستخبارات سيكون بلا شك خطوة مهمة لاستئصال الإرهاب والإرهابيين والفئات الضالة التي تريد أن تبقى الفوضى هي سيدة الموقف في العراق لكي تحقق أهدافها الدنيئة ·
في ظل هذا الوضع، الحكومة العراقية لا تستطيع وحدها أن تتحمل العبء الثقيل ولابد من التعجيل ببرامج دعم الدول الشقيقة والصديقة لمساعدة العراق على تعزيز بناء الجيش والشرطة لكي تستطيع الحكومة السيطرة على زمام الأمن واجـــــتثاث الإرهاب ·