:Foreign Policy 


"معاداة أميركا"


قضايا سياسية عدة شملها العدد الأخير من دورية Foreign Policy التي تصدر كل شهرين عن "منحة كارنيجي للسلام الدولي" وهي مؤسسة غير حكومية تتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقراً رئيسياً لها. وتحت عنوان "كراهية أميركا" استهل "فريد زكريا" موضوعات العدد مشيراً إلى أنه في 12 سبتمبر 2001 كانت عبارة "اليوم كلنا أميركيون" العنوان الرئيسي لصحيفة le Monde الفرنسية، لكن بعد ثلاث سنوات من هذا التاريخ يبدو أن هذه العبارة تحولت إلى "كلنا معادون لأميركا"، ذلك لأن العداء للولايات المتحدة أصبح الآن أعمق وأوسع من أي موجة عداء ضد أميركا خلال الخمسين عاماً الماضية. زكريا وهو رئيس تحرير مجلة Newsweek International يرى أنه باستثناء بريطانيا وإسرائيل لا يوجد بلد في العالم لديه أغلبية ثابتة مؤيدة وموالية للولايات المتحدة.


وحسب الكاتب صحيح أن للهيمنة الأميركية مشكلاتها، غير أن عالماً معادياً للولايات المتحدة سيكون أقل سلاماً وتعاوناً ورخاء وانفتاحاً واستقراراً. إن السبب في موجة العداء هذه يعود جزئياً إلى سياسات الرئيس بوش، فالتأييد الذي كانت واشنطن تحظى به تراجع بشكل ملحوظ منذ تولي بوش مقاليد السلطة في البيت الأبيض. على سبيل المثال في عام 2000 كان 75% من الإندونيسيين يصنفون أنفسهم على أنهم "موالون لأميركا"، اليوم أكثر من 80% منهم "معادون" لبلاد العم سام.


الكاتب حاول تفسير موجة العداء لأميركا بأنها تعود إلى كون الولايات المتحدة قوة عظمى والثابت تاريخياً أن الدول تتحد لمواجهة هذه القوة، كما أن الفراغ الأيديولوجي الذي شهده العالم بعد انهيار الشيوعية أجج هذه الموجة. زكريا أشار أيضاً إلى أن "معاداة أميركا" أصبحت طريقة تفكر من خلالها الشعوب، وتتجاوز السياسة لتطال الاقتصاد والجوانب الثقافية.


وتحت عنوان "إعادة النظر في سياسة بوش الخارجية" توصل "ميلفاين ليفلر" إلى استنتاج مفاده أنه من الخطأ وصف سياسات بوش الخارجية بأنها "ثورية" ذلك لأن هذه السياسات ليست جديدة على السياق الأميركي، على سبيل المثال لم يحقق بوش سبقاً بتفعيله استراتيجية الحرب الاستباقية لأن رؤساء أميركيين سابقين نفذوها من قبل. "ليفلر" أستاذ التاريخ بجامعة فيرجينيا يرى أن الاستراتيجيات التي تتبناها إدارة بوش جيدة لكن تطبيقها سيئ، فحسب مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس تتلخص أهداف السياسية الخارجية الأميركية في ثلاثة عناصر: مكافحة الإرهاب وإحباط الدول المارقة، وتعزيز العلاقات مع القوى الكبرى، ونشر الديمقراطية والرخاء في العالم، لكن مواجهة الإرهاب والبلدان المارقة من خلال الأحادية والهيمنة والضربات الاستباقية ألحقت الضرر بعلاقات واشنطن مع القوى الكبرى وشتتت الانتباه عن التنمية الدولية.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"مجلة عجمان": الإبداع والقيم ومناطق البدو


اشتمل العدد الأخير من "مجلة عجمان للدراسات والبحوث"، وهي دورية محكمة تصدر عن جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، على دراسة حول "المناهج الدراسية ودورها في تنمية مهارات التفكير الإبداعي"، استهدفت كما يقول معدها الدكتور ضياء الدين محمد مطاوع، التعرف على دور المناهج الدراسية في المدارس العربية في تنمية إبداع المتعلمين، واستندت إلى منهج الوصف التحليلي في استقراء مضامين المقررات المدرسية في البلدان العربية، والى استبيان ميداني حول دور المناهج الدراسية في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى المتعلمين. وأظهرت نتائجها أن متوسط نسبة مراعاة عناصر المناهج لمعايير الإبداع بلغ 14.5%، ما يعني تعدد أوجه القصور في المناهج الدراسية الحالية، ومن ثم خلصت الدراسة إلى عدد من المقترحات التطبيقية لتفعيل دور المناهج في تنمية الإبداع.


واشتمل العدد كذلك على "دراسة استطلاعية لقيم وأوضاع المجتمع القطري من خلال أدبه الشعبي"، ألقى كاتبها أنور عبدالله المالكي الضوء على بعض القضايا التي وجدت لها صدى في ذلك الأدب بأشكاله المختلفة من أمثال وأقوال شائعة وحكايات وأغان وشعر شعبي، مستكشفاً قضايا اجتماعية مثل العصبية القبلية، والزواج القرابي، والعلاقات بين الأقارب، ومكانة المرأة، وغلاء المهور، وتعدد الزوجات، والبر بالوالدين، وتربية الأبناء، وعلاقات الأصدقاء. كذلك قامت الدراسة بتناول الحياة الاقتصادية للمجتمع القطري، كما صورها أدبه الشعبي، وأبرزت بعض قيمه من خلال الأمثال الشعبية التي تؤكد على روح الجماعة وتمجد قيم الشجاعة والرجولة والشهامة.


وفي دراسة أخرى حول "التنمية الاجتماعية في المناطق البدوية" يستكشف علي أحمد الزوا