تحت عنوان "سلطة فاسدة!" نشرت "وجهات نظر" يوم الاثنين 23-8-2004 مقالاً للأستاذ عبدالله رشيد أشار خلاله إلى أن الفساد ينخر في جسد السلطة الفلسطينية، وضمن ردي على ما ورد في هذا المقال، أرى أن الإصلاح هدف السلطة الفلسطينية، ولكن من يعطي هذه السلطة الفرصة لتقوم بالإصلاحات؟! هل هي جنازير دبابات وجرافات شارون التي تدمر بنية السلطة وشعبها؟! إن لسان حال السلطة الفلسطينية يقول: كيف تطالبني بالإصلاح وأنت تدمر مؤسساتي الإصلاحية؟! كيف تطالبني بالحد من "الإرهاب" وأنت تجردني من مسدسي؟! كيف تطالبني بالإصلاح وأنت تحاصرني ولا تعطي المصلحين فرصة الاجتماع والتلاقي لوضع برنامج إصلاحي حقيقي ليس خطابياً؟! كيف تطالبني بالإصلاح وفي كل بيت مشكلة أو أكثر ولا تتوفر لدى السلطة الموارد الكافية لأبسط الخدمات الإصلاحية التي يرضى بها المواطن الفلسطيني الصامد والقابض على الجمر.
الإصلاح هو مسمار إسرائيلي تعلقت به أميركا والدول الأوروبية، ولقد فشلت كل اجتماعات ولقاءات ومفاوضات السلام ليس نتيجة الحاجة إلى الإصلاح، ولكن نتيجة عدم رغبة إسرائيل في تنفيذ ما اتفقت عليه ولا تريد أصلاً تطبيق أي قرار دولي، فقد ابتدعت "مشكلة الإصلاح" لتُنسي العالم نهبها للأرض وبناء المستوطنات والجدران العازلة، وتلقي الكرة في المرمى الفلسطيني.
الإصلاح لا يحتاج إلى هذه الضجة، ولتعطي إسرائيل الرئيس عرفات حريته حتى يقوم بالإصلاح، لا تطالبه بالإصلاح وهو مكبل اليدين محاصر! إن من مصلحة "إسرائيل" أن يظل الفساد ينخر في الجسد الفلسطيني، ومن مصلحتها أيضاً أن يقتتل الفلسطينيون وتواصل هي تدمير بيوتهم وتتهمهم بتهريب السلاح وحفر الأنفاق، وحتى إذا تنازل الرئيس عرفات عن صلاحياته، فإن الأمن القومي الفلسطيني سيتعرض للخطر من دون مردود حقيقي.
محمد محمود أبوعواد - أبوظبي