ينبغي ألا تكون العلاقات بين الشعوب والأمم قائمة على فرض إرادة القوي على الضعيف، لأن هذه الهيمنة لن تستمر، وإن استمرت فلن ترسي علاقات ود ومحبة أو علاقات تعاون وإخلاص. إن العلاقة بين أميركا والعالمين العربي والإسلامي قائمة على لي الأذرع، ولا نرى فيها لغة احترام المصالح المتبادلة التي ينبغي أن تكون قائمة بين الدول. فقد اتخذت أميركا من أحداث سبتمبر ذريعة شنيعة لكسر إرادة العرب والمسلمين، ومع نشوء مفهوم محاربة "الإرهاب" وتعنت الجماعات الإسلامية وتبنيها لمثل هذه الأعمال "الإرهابية"، وقف العرب والمسلمون مع أميركا لمحاربة هذه الظاهرة المسماة بـ"الإرهاب"، ولكن الأمر طال وأصبحت محاربة "الإرهاب" كقميص عثمان استخدمته أميركا للضغط على العرب والمسلمين.
أميركا جعلت من أحداث الحادي عشر من سبتمبر الفيصل أو المعيار في تكوين علاقة الود أو القطيعة أو السيطرة والهيمنة بينها وبين العرب. وهذا لن يكون مجدياً، وسيضر مصالح واشنطن. وباتت أميركا تتدخل في رسم المناهج التعليمية وتعديلها وفرضها كما يحلو لها، وهو ما ينذر بالخطر لأن الشعوب لن تتحمله. فعلى أميركا أن تفكر ملياً في مصالحها في الشرق الأوسط، وبدور العرب والمسلمين في الوقوف معها في محاربة ظاهرة "الإرهاب الإسلامي" المتفشية، وهذا يعني لنا، أن أميركا لا يمكنها الاستغناء عن خدمات العرب في الشرق الأوسط، ليس لأجل عيون العرب، بل لمصالح واشنطن في الشرق الأوسط، فهناك قضايا معلقة لم تنته منها أميركا بعد، أو أنها لم تفتح ملفاتها حتى الآن، وهذا يعني استمرارية حاجتها للعرب والمسلمين لمساعدتها ضد خصومها.
د. عبدالهادي العلمي - السعودية