النظام الدولي الراهن بما يتضمنه من مؤسسات وقوى كبرى فاعلة لا يزال يعكس توازنات القوى التي شهدها العالم بعد الحرب العالمية الثانية، لكن التطورات التي جرت خلال العقدين الماضيين حملت معها متغيرات وقوى جديدة. على سبيل المثال لم يعد الغرب أو بالأحرى النظام الرأسمالي العالمي يواجه دولاً معادية، بل أصبح الخطر الأكبر كامناً في تنظيمات مناوئة للغرب تتبنى أيديولوجيات راديكالية خطيرة، وتسعى إلى تنفيذ أجندتها بالقوة عبر عمليات "إرهابية" ضخمة تستهدف مصالح الغرب وكذا البلدان المتحالفة معه. المشهد الدولي الراهن الذي بات "الإرهاب" أهم ملامحه يطرح تساؤلات حول ضرورة إصلاح وتغيير المؤسسات الدولية القائمة، لاسيما الأمم المتحدة، كي تستطيع مواجهة التهديدات "الإرهابية" بآليات جديدة وأطر مؤسسية فاعلة تحظى بموافقة جميع بلدان العالم. وضمن هذا الإطار يتعين على الأمم المتحدة وضع تعريف واضح ودقيق لـ"الإرهاب" حتى لا يكون التعريف عرضة للاستغلال من دولة احتلال كاسرائيل التي تحاول تضليل الرأي العام العالمي عندما تصنف تنظيمات المقاومة الفلسطينية ضمن التنظيمات "الإرهابية".
حسين محمود-أبوظبي