بعد مرور ثلاث سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تغيرت ملامح النظام الدولي. الغرب ينظر الآن إلى الإرهاب كخطر يهدد مصالحه، ما دفع جميع المنظمات الدولية والإقليمية إلى صياغة استراتيجيات وأطر للتعامل مع هذا الخطر، وفي غضون ذلك تواصل الولايات المتحدة شن حربها على الإرهاب. الغريب أن الخاسر الأكبر في هذه الحرب هي البلدان النامية بمعنى أن الجهود والأموال الطائلة التي تم صرفها حتى الآن على الحرب التي تشنها واشنطن على الإرهاب كفيلة بأن تحل مشكلات هذه البلدان التي تمتد من تفشي الأمراض والأوبئة إلى الجهل والفقر والتأخر التقني.
وبالإضافة إلى ذلك تأثرت القضية الفلسطينية كثيراً جراء الحرب على الإرهاب فالإسرائيليون يحاولون تشويه منظمات المقاومة الفلسطينية وتصنيفها ضمن التنظيمات الإرهابية، ما يضيف عبئاً جديداً على الفلسطينيين الذين يحاولون استرداد حقوقهم المسلوبة في ظل نظام دولي أحادي.
إن إرهاب الحادي عشر من سبتمبر أسفر في نهاية الأمر عن تشتيت الجهود الدولية بعيداً عن القضايا الملحة التي تعصف بمستقبل الدول النامية، فأصبح التعاون مع الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب هو الهدف الأول بالنسبة لواشنطن لتأتي المساعدات التنموية في مرحلة متأخرة.
عادل عثمان- الخرطوم