القضاء على الإرهاب الذي أضحى ظاهرة تدمي الجسد الدولي يحتاج إلى تنسيق وتعاون عالمي لتحقيق تقدم في هذه المهمة التي بات على الجميع مسؤولية العمل وبكل جهد ممكن لاستئصالها من جذورها حتى لا تطل برأسها مرة أخرى على العالم ,والسياسة والمصالح والنفوذ تقتضي على دول العالم من الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والعالم العربي والإسلامي والأمم المتحدة إرساء أسس واضحة للقضاء على هذه الآفة الآخذة في الانتشار والتي تضرب المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين دون تمييز ,ولا يجب تحت أي ظرف أن تكون لغة المصالح وغيرها من "سقوف وقواطع السياسة "عائقا لترك ثغرات تسمح للإرهابيين بالتسلل منها للقيام بأعمالهم الإجرامية ,فالرسائل السياسية طريقها الصحيح يتم عبر القنوات الشرعية وليس عبر رسائل مفخخة وسيارات ملغومة وأشلاء.
يصادف يوم غد الذكرى الثالثة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة الأميركية,وقد تغير العالم 180 درجة بعد هذه الهجمات الإرهابية التي أضحت تاريخا فاصلا فعالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر مختلف تماما عن عالم ما قبل الحادي عشر من سبتمبر, ولكن بعد هذه السنوات الأربع من مأساة الحادي عشر من سبتمبر أين العالم والولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة التي تجمع الأسرة الدولية من محاربة هذه الآفة القاتلة ,ما وقع في إحدى مدارس بيسلان في أوسيتا الشمالية في روسيا وما يحدث في العراق الذي تحول إلى ساحة مفتوحة للإرهاب والإرهابيين وما يقع في العديد من العواصم الدولية وآخرها ما وقع أمس من عمل إرهابي مدان ومذموم ضد السفارة الاسترالية في جاكرتا يقول إن الإرهاب ما زال موجودا ومنتشرا وبشكل أكثر دموية وحقدا , وما نخشاه ويخشاه معنا العالم أن تجر هذه الجماعات الإرهابية الإجرامية العالم إلى مربع الفوضى وتحويل العالم إلى ساحة مواجهة يدفع المدنيون فيها دائما الثمن.
التصريحات التي جاءت على لسان رئيس هيئة أركان الجيش الروسي الجنرال يوري بالويفسكي بأن روسيا سوف تشن ضربات وقائية على قواعد الإرهابيين في أي مكان في العالم تعتبر تحولا خطيرا في كيفية التعامل الدولي مع هذه الظاهرة وهي تطور لم يسمع من قبل من جانب روسيا "هذا المصطلح تفردت فيه الولايات المتحدة الاميركية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر" ,الموقف الروسي يمثل خطرا على احترام القانون, ويجعل من مواجهة الإرهاب ساحة مفتوحة للمواجهة.
مواجهة الإرهاب والقضاء عليه لن تتم بشكل انفرادي واستعراض القوة من جانب واحد بل تحتاج إلى إرادة دولية صادقة وتعاون عبر الأمم المتحدة لضمان حماية القانون الدولي والشرعية الدولية حتى لا يدخل العالم في دوامة العنف ومواجهة المجهول .