:The Atlantic Monthly


"قنبلة نووية موقوتة"


قضايا سياسية عدة شملها العدد الأخير منThe Atlantic Monthly وهي دورية شهرية أميركية رائدة صدر عددها الأول من مدينة بوسطن في نوفمبر1875. وحول الحرب الأميركية على العراق وتحت عنوان "سنة بوش الضائعة" أشار "جيمس فولوز" إلى أن القرار الذي اتخذته إدارة بوش بخوض هذه الحرب يعني أن الولايات المتحدة قررت ألا تمضي قدماً في قضايا عدة منها: ألا تقوم بإعادة إعمار أفغانستان وألا تتعامل مع التهديدات التي تشكلها إيران وكوريا الشمالية، وألا تشن حرباً مؤثرة وفاعلة ضد "الإرهاب". وتحت عنوان "الاستهداف الطويل لأسامة بن لادن" أشار "بيتر بيرجن" وهو زميل مؤسسة "نيو أميركا" وأستاذ مساعد في كلية الدراسات المتقدمة بجامعة "جون هوبكنز" إلى أن "بن لادن" مختبئ في مكان ما وبغض النظر عن مكان اختبائه، فإنه يصدر توجيهات أيديولوجية إلى "الجماعات الجهادية" في شتى أرجاء الأرض، وحسب الكاتب، فإن إلقاء القبض على "بن لادن" لن يغير كثيراً من مجريات الحرب على الإرهاب.


وحول مخاطر انتشار التقنيات النووية، وتحت عنوان "قنبلة موقوتة" كتب "جراهام ألسون" وهو مدير مركز "بلفور للعلوم والشؤون الدولية" في جامعة "هارفارد"، مقالاً توصل خلاله إلى استنتاج مفاده أن باكستان تشكل ما وصفه بـ"قنبلة نووية موقوتة"، وربما تشكل اليوم تهديداً هو الأخطر بالنسبة للولايات المتحدة. الكاتب الذي شغل منصب مساعد وزير الدفاع في إدارة كلينتون وعمل مستشاراً خاصاً للوزارة ذاتها إبان إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان، يرى أن ردود أفعال إسلام أباد على فضيحة تسريب العام النووي الباكستاني عبدالقدير خان تقنيات نووية، لا تبعث على الاطمئنان، حيث صرح "خان" بأنه يتحمل بمفرده المسؤولية عن تسريب هذه التقنيات، وأن الحكومة الباكستانية لا تتحمل أي مسؤولية عنها، وسرعان ما أقر برويز مشرف هذه التصريحات لتصبح المسألة طي الكتمان. الغريب أنه إلى الآن لا يزال الموقف الرسمي لإسلام أباد يتمثل في أنه لا يوجد أحد في حكومة مشرف يمتلك معلومات دقيقة ومحددة عن تسريب هذه التقنيات، ما يعني أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية في باكستان وفي مناطق أخرى من العالم قد تم تضليلهم. وحسب الكاتب استجوب المحققون الباكستانيون11 شخصاً من بين 6 آلاف عالم نووي باكستاني و4500 عامل يشتغلون في مجال الطاقة النووية، كما رفضت باكستان السماح للولايات المتحدة أو وكالة الطاقة الذرية باستجواب عبدالقدير خان.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



"الآداب": المجتمع المدني والرقابة


اشتمل العدد الأخير من مجلة "الآداب" البيروتية على مواضيع متنوعة، منها دراسة حول "حركة إحياء المجتمع المدني السوري: نقد مقولات الليبراليين الجدد" يحاول كاتبها رياض زهر الدين تفحص بعض المفاهيم النظرية التي قام تجمُّعُ الليبراليين الجدد بالتبشير بها، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وتفكك المعسكر الاشتراكي، الأمر الذي شكل نقطة تحول خطيرة في مسار اليسار السوري. ويلاحظ الكاتب أن ذلك الانزياح حَدَثَ دون أن يكون مصحوباً بمراجعةٍ نقديةٍ تؤسِّس قطيعة مع الوعي الإيديولوجي السابق، لكنه أفصح عن نفسه كدعوةً إلى إحياء المجتمع المدني السوري، وقد حَمَلَ لواءها تجُّمُع ليبرالي أَخَذ في التبلور حديثاً على أنقاض الأحزاب اليسارية السابقة. وينتقد الكاتب بشدة مقولات الليبراليين الجدد، معتمداً على كتاب صدر حديثاً لأحدهم هو جاد الكريم الجباعي عن "المجتمع المدني: هوية الاختلاف"، ليقول عن فكر ذلك التيار "إنه يحمل مضامين ضبابية وملتبسة، ويستخدم الأدلة بكثافة، برغم ادعاء أصحابه أنه فكر مضاد للأيديولوجية".


وحول "الرقابة والرقابة القسرية الموسعة" يعتبر فيصل دراج أن سؤال الرقابة يندرج في جوهر العلاقة بين المجتمع والسلطة، ويقول "إن اغتصاب السلطة يُفضي إلى رقابة قهرية موسّعة تجدِّد الاغتصابَ، خاصة حين تحوِّل ما هو خارج السلطة إلى كمٍّ مقموعٍ لا يحقّ له الكلام". بيد أنه في مقابل سلطة تراقب كل شيء ولا يراقبها أحد، هناك المجتمع الذي "يستأنف القمع"، عبر إعادة إنتاج "مقولات المحلَّل والمحرَّم". وفي الحالتين، كما يقول الكاتب، هناك بنية رقابية واحدة تلغي السياسة.


وفي دراسة أخرى حول "قمع المثقف/ قمع النص الأدبي"، يقول عز الدين المناصرة، إن ذلك القمع اتخذ أشكالا عديدة في العصر الحديث، منها: الاغتيال، التحريض على القتل، الإبعاد والنفي والمنع، الاستجوابات الأمنية، القوائم السوداء، الإرهاب النفسي، الفصل التعسفي من العمل، إغلاق الصحف، التكفير، السجن، المحاكمات، منع الاسم، المنع من المناهج المدرسية و