استغلت الجماعات الإرهابية حالة الفوضى والانفلات الأمني في العراق للخروج من أوكارهم وجحورهم في العالم للاستيطان في هذا البلد وتأسيس أوكار جديدة وأتباع جدد لفكرهم المنحرف والضال رافعين شعارات كبيرة تجذب الغوغاء والدهماء والجهلاء إليها لتنفيذ مخططاتهم الدنيئة لضرب استقرار العراق وتعطيل مسيرته ونهب ثرواته والتنكيل بأبنائه وتشويه صورة الأمة العربية والإسلامية.
بالأمس أعلن وزير التعليم العالي العراقي طاهر خلف البكاء أن 35 أستاذا جامعيا تم اغتيالهم على أيدي الجماعات الإرهابية في العراق منذ أبريل الماضي وان اغلب عمليات الاغتيال تمت خارج الحرم الجامعي ,كما قتل 250 أستاذا من أعضاء هيئات التدريس في الجامعات والهيئات والمعاهد العلمية العراقية خلال الثمانية عشر شهرا التي تلت دخول قوات التحالف إلى العراق كما هرب أكثر من 1000 آخرين خوفا من ملاقاة المصير نفسه.
تحت أي عنوان يقتل الإرهابيون الأساتذة والعلماء العراقيين ويخطفونهم ؟..هل هم عملاء للاميركان أم أنهم يقدمون دعما لوجوستيا لقوات التحالف أو أنهم كفار لأنهم أخذوا على عاتقهم نشر العلم والمعرفة وبناء أجيال مسلحة ومستنيرة لا تخترقها خرافات الجماعات الضالة وأصحاب الفكر المنحرف ,ولمصلحة من تتم تصفية هذه النخبة من أبناء الشعب العراقي ,وهل اختطاف رئيس جامعة الأنبار عبد الهادي الهيتي بعد مداهمة حرم الجامعة ووضعه مقيدا في الصندوق الخلفي لسيارة الخاطفين أمام الطلبة والأساتذة سيعجل خروج قوات التحالف من العراق وهل هو عمل بطولي او من أبواب الجهاد التي شرعها هؤلاء المأجورون الذين يعملون لحساب جهات خارجية ويقبضون ثمن هذه الأفعال الإجرامية التي تنال من العراق وأبنائه أولا وتشوه صورة الإسلام والمسلمين في أنحاء المعمورة , وتفتح الأبواب لأعداء الأمة مثل إسرائيل وغيرها للاصطياد في الماء العكر وشن حملة على الإسلام والمسلمين كما فعلت حكومة تل أبيب أمس عندما طرحت خدماتها الأمنية على الروس للقضاء على ما أسمته بـ"الإرهاب الإسلامي "في منطقة القوقاز " وتناست ان اعترافات الملياردير اليهودي خردوفيسكي الذي أكد انه يمول الجماعات الإرهابية في هذه المناطق ومنها من ترفع راية الإسلام ويغدق عليها بملايين الدولارات.
لقد آن الأوان للشعب العراقي الذي يتطلع إلى الحرية والاستقرار أن يعلن الحرب وبلا هوادة على هذه الجماعات الضالة والمضلة و يكون العضد والمساند للحكومة في استئصال هذه الآفة التي تدمر الجسد العراقي وتريد تحويله إلى جثة تتناهشها الذئاب الضالة ,خصوصا وان مجلس العلماء في العراق وعلماء المسلمين في العالم الإسلامي أعلنوا وبصراحة أن هذه الجماعات الإرهابية خارجة عن الدين والملة وان عمليات الخطف والقتل التي ينفذونها بدماء باردة جرائم يعاقب عليها الدين , ومن واجب دول الجوار أن تكثف جهودها على الحدود لمحاصرة هذه الفئات الضالة وتضييق الخناق عليها ومحاربتها.