قد يتفق بعض المحللين الاستراتيجيين على أن اسرائيل استفادت بشكل أو بآخر من الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على "الإرهاب". والمتابع للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي يلحظ أن كلمة "الإرهاب" تتكرر بشكل ملحوظ في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وهو ما يمكن تفسيره بأن تل أبيب تحاول الزج بنفسها في الحرب الأميركية على "الإرهاب"، متناسية أن ممارساتها العدوانية التي تتواصل كل يوم ضد المدنيين الفلسطينيين تحول دون وقوفها مع واشنطن في خندق الحرب على "الإرهاب".
ربما تناسى الغرب خاصة الولايات المتحدة أن اسرائيل دولة احتلال وأن السيناريوهات التي يريد شارون تمريرها في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليست سوى عراقيل أمام أية تسوية محتملة، وحواجز تمنع قيام الدولة الفلسطينية، ومحاولة وصف التنظيمات الفلسطينية بأنها تنظيمات "إرهابية" إلا فصل من فصول خلط الأوراق أو بالأحرى مواجهة من نوع جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما يفرض على الفلسطينيين شن حملة مضادة لكسب الرأي العام العالمي لصالحهم والحيلولة دون تسرب الافتراءات الشارونية إلى بسطاء الغرب.
تنظيمات المقاومة الفلسطينية أصبحت هدفاً للإدعاءات والافتراءات الإسرائيلية، فشارون يحاول أن يتهم هذه التنظيمات بأنها عدو يجب النيل منه ضمن الحرب العالمية على "الإرهاب"، محاولاً الظهور أمام الرأي العام العالمي في موقف الضحية. لكن من الصعب أو بالأحرى المستحيل أن ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي في تمرير سيناريوهاته الفاشلة، خاصة وأن وسائل الإعلام الغربية ترصد كل يوم انتهاكاته وعدوانه الذي يستهدف الفلسطينيين.
عبد الحميد إبراهيم - دبي