مقتدى الصدر شاب من أهالي النجف سليل عائلة عراقية عربية حسينية، رجل دين لم يصل درجة الاجتهاد، شكل محوراً لميليشيا شعبية، اسمها جيش المهدي جمعت شتاتاً من طبقات غير متجانسة فكرياً وعقائدياً دفعتهم ظروف الفقر واليأس والاحباط إلى الاتفاق على الهدف ربما لحق بهم بعض المترسبين الذين تابوا أو دفعتهم الأحداث إلى الظهور بمظهر التوابين. لعب الصدر بعيداً جداً عن السيستاني وكافة مراجع النجف مثل رجالات الحكيم (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية) وحزب الدعوة، كما أنه كان متصادماً منذ الأيام الأولى مع تيار "الخوئي".
يملك الصدر عدداً من الأوراق بيده، كونه عربياً صميمياً وأنه عمل داخل الوطن لفترة وأنه يهيمن على الآلاف من الأتباع، ينتظره باقي رجال الدين الشيعة أن يلقي أوراقه أو تهترئ أو أن تزيحه القوات الأميركية أو تقتله. حاصرته القوات الأميركية وحرصت على استسلامه ولم تحرص على أو تحاول اغتياله، ولم يجر الأمر معه كما جرى مع محمد باقر الحكيم الذي غادر الساحة سريعاً بانفجار أودى بحياته وحياة مائتي شخص معه في احتفال عام بعد صلاة الجمعة.
هل كان الصدر جزءاً من اللعبة السياسية الأميركية أو الإيرانية؟ هل بدا وطنياً يعبر عن هموم الشعب وسرقت منه قضيته أو شوهت أو استدرج إلى حالة أخرى، أو صورت قضيته على ضوء إخراج أميركي. في كل الأحوال يظل الصدر مثيراً.
أسامة غاندي ـ أبوظبي