سقوط عزة إبراهيم الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام العراقي السابق والذراع اليمنى لصدام حسين, يحسب لقوات الأمن العراقية التي ألقت القبض عليه بعد معركة شارك فيها 70 ارهابيا كانوا يرافقون الدوري في منطقة بين الدور وتكريت وهي نفس المنطقة التي سقط فيها رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين عندما ألقت قوات التحالف القبض عليه وأخرجته من حفرته الشهيرة إلى السجن.
وبسقوط الدوري في قفص قوات الحرس الجمهوري العراقي بعد أكثر من عام يصبح معظم الأعضاء السابقين من أركان النظام العراقي المخلوع ونظام البعث المقبور في العراق قد سقطوا واحدا تلو الآخر في أيدي العدالة, وعزة إبراهيم الدوري يعتبر الرقم "الصعب الأخير" في هذه الزمرة التي حكمت العراق بالحديد والنار وأحالت بلاد الرافدين إلى سجون عذاب ورعب ومقابر جماعية وعلى مدى ثلاثة عقود استلبت خلالها حرية البلاد وأذلت العباد وبددت الثروات على مشاريع وهمية وأعادت العراق إلى بدايات القرن التاسع عشر ,وامتد أذى هذه الزمرة بسبب فكرها المنحرف إلى الأمة بأسرها وأحدثت شرخا في الجدار العربي ما زالت تعاني منه الأمة حتى يومنا الحاضر وما زالت تدفع ثمنه غاليا.
الدوري "رجل الثلج "وجد ضالته في حزب البعث العراقي المقبور الذي صنع منه "أسطورة" في الإجرام وإعدام النفوس الحرة من أبناء العراق , وتحول الرجل من بائع ثلج إلى قيادي مشهور يتحكم في مصائر الناس ويمنع ويمنح بعد أن اثبت ولاءه لسيده صدام حسين بالقتل والقمع والتشريد والتبديد وارتكاب المذابح, والدوري -الذي يأتي في المرتبة السادسة على لائحة المطلوبين الخمسة والخمسين وهو أعلى مسؤول عراقي سابق كان لا يزال فارا -متهم بالمشاركة في حملات القمع ضد المعارضين السابقين للنظام البعثي وآخر ثلاثة على قيد الحياه شاركوا في الانقلاب الذي أوصل حزب البعث إلى السلطة عام 1968 ,وكان الدوري أحد أعضاء اللجنة التي كلفت شؤون شمال البلاد عندما استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد مدينة حلبجة العراقية وأشرف في العام 1991 على المحاكم الاستثنائية التي شكلت انتفاضة جنوب العراق. وهو الذي أوجد الرابطة بين نظام البعث في أيامه الأخيره وبين تنظيم القاعدة الإرهابي وكان يمول العمليات الإرهابية السوداء في العراق على مدى العام الفائت .
هذه هي الحقيقة التي سيواجهها أركان النظام العراقي السابق الذين تقرر بدء محاكمتهم قبل إجراء الانتخابات العراقية في يناير المقبل مع كبيرهم صدام حسين ليضع بذلك العراق والعراقيون حدا لمرحلة سوداء ويفتحوا صفحة جديدة عنوانها العراق الحر الديموقراطي.