الإرهاب هذا الحقد الأسود المروع، إنه السلاح التدميري الأشمل والأعم، سار على ركبه، الموتورون ولابسو الأقنعة الخفية، وخفافيش الظلام·· هؤلاء الذين ظنوا أنهم امتلكوا الحقيقة والحقيقة من منطقهم· المأفون براء·· هكذا صرحت صور ومشاهد الأطفال الأبرياء والشيوخ العزل في المدرسة الروسية المنكوبة، هؤلاء الذين قضوا بفعل أيد لوثها الحقد بدماء الجريمة النكراء، هؤلاء أي الإرهابيين، قالوا كلمتهم وأفصحوا عن مكنون عقيدتهم العمياء، وأعلنوا عن فداحة الأفكار المشينة التي انتهجوها، وحققوا ما لم يستطع الشيطان تحقيقه في محاربة الإسلام·· فإسلامنا الذي نؤمن به، والذي خطّه لنا السلف الصالح دعا إلى المحبة والسلام، وإلى الإخاء والوئام، وتقديس الروح البشرية، كونها أمانة الله، وضعها في مكنون خلقه·
الذين أزهقوا الأرواح البريئة، في تلك المدرسة القابعة في قرية آمنة نائمة، في عرين سلم أهلها وسلام أطفالها، هؤلاء أي الإرهابيين، لم يكونوا طالبي حرية، ولا استقلال لأن من يطلب الحرية لا يتخفى تحت جنح الظلام، ليأتي متسللاً، ليمارس حقده وكراهيته للإنسانية جمعاء، ويفتك بفلذات أكباد، لا يحملون في قلوبهم الخضراء غير البراءة، ولا يتأبطون غير كتبهم المدرسية، ولا تشع عيونهم إلا ببريق الأمل لغد مشرق وناصع، لكن الناقمين والمشعوذين والذين في قلوبهم مرض لم يروا، غير لون الدم الذي يشبع نوازعهم المريضة، ويشفي غليل صدورهم البائسة، وإذا كان الإرهابيون يريدون أن يتصدروا المسلمين، دفاعاً عن الإسلام، فإن إسلامنا يقول على لسان خليفة المسلمين رضوان الله عليه أبوبكر الصديق في وصيته لأسامة بن زيد وهو متوجه لقتال الروم "لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، لا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكله، وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له"·
فأين الإرهابيون، من هذه السماحة والفصاحة واللباقة في التعامل مع الآخر·· إنهم، ليسوا إلا بقايا شرر نام على الشر وتغذى به، واعتنقوا موت الآخر، وسيلة لحياتهم المذمومة دينيا وأخلاقيا وانسانيا·· نقول للإرهابيين، ان النفق المظلم الذي ادخلوا فيه المسلمين لن يكون إلا جحيماً يغرقهم قبل غيرهم وسيبقى الإسلام راية عالية تساهم في رفعة الأمم ورقيها ونهضتها·· وما غيظهم وحقدهم إلا ويرتد سهاماً قاتلة إلى نحورهم·