قد يتساءل البعض لماذا هذا الجدل حول ارسال قوات عربية وإسلامية إلى العراق؟ من أهم أسباب الجدل أن دول الجوار العربية والإسلامية تدرك جيداً أن الحرب الأميركية- البريطانية وقعت دون تفويض من الأمم المتحدة، وأن واشنطن كرست أحاديتها لخوض الحرب وإدارة التطورات في عراق ما بعد صدام. وقد يكون من الغريب أن تطلب واشنطن من المجتمع الدولي إنقاذها من ورطتها في العراق، بعد أن تجاهلت قبل الحرب نصائح الحلفاء والأصدقاء.
وثمة سبب آخر هو أن الساحة العراقية غير مشجعة تماماً على إرسال قوات سواء من دول الجوار أو غيرها من الدول التي تربطها مع واشنطن علاقات صداقة، فالتنظيمات المسلحة انتشرت بصورة متزايدة، ولا أحد يعرف هوية الجهات التي تقف وراء هذه التنظيمات، وعمليات الاختطاف الأخيرة هي شاهد على الانفلات الأمني داخل العراق.
ثالث هذه الأسباب يتمثل في المقابل الذي قد تحصل عليه الدول المشاركة في حفظ السلام داخل العراق. البعض يرى أن إرسال قوات قد يرضي الولايات المتحدة، لكن ضغوط الساحة الداخلية قد يقف حجر عثرة أمام هذه الخطوة، وما قامت به الفليبين خير دليل على أن الحفاظ على حياة رهينة قد يجبر صناع القرار على سحب قواتهم في عجالة من بلاد الرافدين. وفي تقديري أنه لا يزال هناك وقت كي يستقر الوضع في بلاد الرافدين حتى يكون بمقدور بلدان إسلامية المساهمة بقوات لحفظ السلام داخل العراق.
حسام خالد- دبي