بعد سقوط بغداد وازاحة نظام صدام حسين من السلطة، اتجهت الولايات المتحدة نحو تدويل المسألة العراقية بحيث يكون الملف الأمني بيد قوات "الناتو" والملف السياسي- أي انتقال السلطة إلى العراقيين- بيد الأمم المتحدة. غير أن محاولات واشنطن إقحام الحلف بشكل مباشر في المستنقع العراقي فشلت حتى الآن. آخر سيناريوهات الجدل التي جرت في الآونة الأخيرة بين واشنطن و"الناتو" كانت حول تدريب قوات الشرطة العراقية والجهة التي ستتولى قيادة فريق التدريب التابع للحلف، ففرنسا ترغب في إرسال بعثة تابعة لـ"الناتو" تقوم باستطلاع الوضع في العراق قبل قدوم فريق التدريب، أما الولايات المتحدة فترى أن هذا الفريق يجب أن يخضع لقيادة القوات متعددة الجنسيات التي تهيمن عليها القوات الأميركية. الواضح أن الحلف منقسم على ذاته ففرنسا تريد مزيداً من الاستقلالية عن واشنطن، بينما الأخيرة تريد دوراً هامشياً للحلف، وحتى هذا الدور الهامشي لابد أن يخضع لقيادة أميركية. ويبدو أن الدول التي رفضت الحرب لا تزال تحاول أن تنأى بنفسها عن الولايات المتحدة ، أو بالأحرى لا تريد أن تجمل وجه الاحتلال الأميركي للعراق.
أحمد ربيع- أبوظبي