حتى نهزم عدونا يجب أن نعرف نقاط قوته ونعترف بها، وأن ندرك نقاط ضعفنا ونحاول تجاوزها. وأهم شيء يلفت نظري في حكومة الاحتلال الإسرائيلية هو أن أقوالها سرعان ما تتم ترجمتها إلى أفعال وهذا ما نفتقر إليه كعرب، كما أن مخططاتهم جميعها تدل على ذكاء نسميه-في العادة- خبثاً، فعندما عزموا على احتلال فلسطين احتلوها، ونحن العرب نتشدق، منذ عقود، بشعارات لتحريرها.
ولا أرى أية خطط فعلية سواء كانت على المدى الطويل أو القصير من أجل تحويل أقوالنا هذه إلى أفعال. وإن لم نستطع أن نحقق استقلاليتنا تقنياً وتكنولوجياً وصناعياً، ومالم نرب جيلاً يحس بالمسؤولية، ونخرج من قممنا العربية بنتائج مثمرة فلن نحقق استقلاليتنا ولن نكون إلا دولاً ضعيفة ومحتاجة على الدوام. والضعيف دائماً يتستر تحت ستارة اسمها السلام. لكن السلام لا يكون إلا بين قوتين متكافئتين، أما إذا لم يحدث توازن في القوى، فإن السلام، يصبح استسلاماً.
سحر حسين الحارثـي- جامعة الإمارات- كلية تقنية معلومات