الهجمات الإرهابية الحاقدة التي شهدتها أمس الأول أنحاء متفرقة من العراق وراح ضحيتها أكثر من 250 عراقيا ,تؤكد على أمرين مهمين الأول :أن الإرهاب الأسود الذي استوطن العراق على أمل الاستمرار في جرائمه البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية وترفضها جميع الشرائع السماوية والدينية بدأ يفقد صوابه أمام آلية الدولة في العراق منذ تولي الحكومة العراقية الانتقالية مقاليد الحكم في البلاد والتي يقوم رئيس وزرائها إياد علاوي بجولة في عدد من الدول العربية والأوروبية بهدف إعادة العراق الجديد عضوا فاعلا على الخارطة الدولية والعربية ,وتعيين 42 دبلوماسيا في عدد من العواصم.
لا شك أن كل خطوة يخطوها العراق نحو بناء الدولة على أسس راسخة من المؤسسات السياسية والاقتصادية والمدنية والأهلية تزيد من جنون الإرهاب والإرهابيين الذين لا يريدون لهذا البلد أن يسير على سكة السلامة ويطوي أكثر الصفحات دموية والتي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود وأحالت البلاد والعباد إلى رهائن في قبضة نظام ديكتاتوري لا يرحم.
عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء والمحاولات اليائسة وسيارات الموت المفخخة لن تثني الشعب العراقي الشقيق عن المضي قدما في طريق بناء دولته الحرة والمستقرة واستئصال هذه الفئة الضالة من جذورها ,والرهان الأول والأخير في هذه المهمة يتحمله الشعب العراقي الذي اثبت خلال هذه المحنة ,والمحن التي مر بها انه على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه ,وكذلك على الحكومة العراقية الانتقالية التي سجلت منذ توليها مقاليد السلطة والسيادة في الثامن والعشرين من الشهر الماضي العديد من النقاط الايجابية وفتحت الأبواب والنوافذ ليطل العراق على العالم خصوصا على الأشقاء ,وقد حققت زيارات علاوي لعدد من الدول العربية نجاحات مهمة على الصعيدين السياسي والدبلوماسي ,والأيام القادمة ستحمل المزيد من النجاحات لا سيما وان هناك اتجاها عربيا وإسلاميا لتقديم المزيد من الدعم والمساعدة للأشقاء.
الطريق لن يكون معبدا و مفروشا بالورود بل هو طريق صعب وشاق ومؤلم في كثير من الأحيان ولكن إرادة أبناء الشعب العراقي الشقيق بالتأكيد سوف تتغلب على هذه الصعاب وسيخرج العراق بمساندة الأشقاء والأصدقاء من هذه المحنة أكثر صلابة وتماسكا.