قصة الدبلوماسي المصري محمد ممدوح قطب، الذي اختطف في العراق وتم إطلاق سراحه من قبل جماعة أطلقت على نفسها اسم "كتائب أُسد الله"، تدعو إلى الدهشة وتوضح مدى هشاشة فكر هؤلاء الخاطفين. عملية اختطاف محمد قطب تمت أثناء خروجه من صلاة الجمعة، مما يعني أن الخاطفين يعلمون تمام العلم أن المُختطف مواظب على صلاته، كما أن قيام المختطفين بعملية الرصد والتربص ودرايتهم بأن محمد قطب دبلوماسي مصري مؤداه أن المختطفين لهم أهدافهم المرسومة، وفي هذه الحالة كانت الضغط على القاهرة كي لا تقدم مساعدات للحكومة العراقية في مجال الأمن.
وحسب تصريحات المسؤولين المصريين، فقد تم إطلاق سراحه بعد مفاوضات بين الخاطفين وبعض الشخصيات العراقية، وثمة أنباء تشير إلى أن الخاطفين أطلقوا سراحه كون الدبلوماسي على علم بالأمور الدينية وهو إنسان متدين. والنتيجة واحدة أنه تم إطلاق سراح الرهينة، ولم تدفع الحكومة المصرية فدية ولم تتعهد بعدم مساعدة العراق.
إذاً ما الذي دفع الخاطفين إلى إطلاق سراح محمد قطب؟ أعتقد أن قدرة هذا الرجل التفاوضية ساعدت بشكل أساسي على تغيير فكر الخاطفين وإقناعهم وإبراز الحق أمامهم، مما حشرهم في زاوية العقل، ومن ثم عادوا إلى صوابهم، وأطلقوا العنان للأسير. وهنا يجب أن نركز على أن الحوار مع التيارات المتشددة التي تتبنى أساليب عنيفة كالخطف والاغتيالات، قد يسفر عن نتائج جيدة، خاصة إذا كان الهدف من الحوار خدمة المصلحة العامة.
فؤاد عبدالله - الشارقة