تصريحات وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان التي أطلقها قبل يومين بشأن سيطرة إيران في الآونة الأخيرة على نقاط حدود عراقية وإرسالها ودعمها لأشخاص مخربين داخل العراق، تثير عدة استنتاجات من بينها أن هذه التصريحات تدل على وجود عداء دفين بين الجارتين بسبب الحرب السابقة بينهما.
وثمة استنتاجات أخرى أهمها: إذا كان الوزير العراقي يقصد بتصريحاته العلنية، فضح السياسات الإيرانية وإبرازها على الطاولة، فإنه بذلك يخدم الحكومة العراقية المؤقتة كون تصريحات "شعلان" قد تدفع هذه الحكومة نحو التفاوض مع إيران، لتكون كلمات الوزير، في هذه الحالة، أولى موضوعات الحوار، ومن ثم يجتمع المسؤولون من كلا البلدين لبحث التفاصيل.
قد تكون تصريحات "شعلان"، جرس إنذار يحث العراقيين على التكاتف مع بعضهم بعضاً للذود عن وطنهم وحمايته من المخاطر الخارجية المحدقة، بدلاً من التراشق بحجارة الطائفية والحزبية.
وهناك أيضا نتيجة معنوية يمكن أن تكتسبها الحكومة العراقية تتمثل في تعزيز الحاجة إلى الوجود الأميركي على أراضيها وتوجيه موجة العداء بعيداً عن قوات التحالف.
قد يكون الوزير العراقي بنى تصريحاته على أساس بعض أو كثير من الحالات والحوادث التي وقعت في الأراضي العراقية، أو من خلال التحقيقات مع الإرهابيين، ومستنداً أيضاً إلى الخرائط الحدودية، وعلى الرغم من ذلك فإنني لا أعتقد أن هذا التوقيت مناسب لهكذا تصريحات توقظ روح العداء الخامل، وتفتح باب المناوشات في جبهات عدة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العراقيون.
فؤاد عبدالله - الشارقة