مفتاح اضطرابات غزة بيد عرفات وحده... و"ترانسفير اليهود" يؤجج المتطرفين


لم تنفك الصحف الإسرائيلية للأسبوع الثاني على التوالي تتحدث عن المسألة الفلسطينية وتأثير الاضطرابات الأخيرة داخل حركة فتح على خطة الانفصال عن غزة. وإلى جانب هذا الموضوع الحيوي برزت موضوعات كثيرة في الشأن العربي والمحلي.


الحل بيد عرفات


لا زالت قضية الاضطرابات التي تقودها كوادر حركة فتح في غزة، موضع الاهتمام الأكبر من قبل الكتاب الإسرائيليين. فقد كتب داني روبنشتاين في صحيفة "هآرتس" مقالاً يتهم فيه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأنه يقلب "النعم" إلى "لا" في نهاية كل تنازل منه عن صلاحيات معينة لزملائه في السلطة. ويرى الكاتب أنه لا أحد يطالب عرفات بالاستقالة أو التنحي كلياً، إلا أن كوادر فتح يطالبونه بتطبيق ما اتفق عليه، قبل تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، مثل تقاسم الحكم، ومنح الصلاحيات للمساعدين في الحكومة من وزراء أو مسؤولين دبلوماسيين وأمنيين كبار. كما يعتقد الكاتب أن كوادر فتح لا ترى تجاوباً من الرئيس الفلسطيني فيما يخص ملاحظات الفساد والتدهور الأمني الذي أحدثته ذات الأجهزة الأمنية التي عينها عرفات سابقاً وأشرف عليها بنفسه. وعليه يرى الكاتب الحل الأمثل، والأسهل، لياسر عرفات في أن ينقل الصلاحيات التنفيذية كاملة لرئيس وزرائه أحمد قريع، وأن يقبل بإجراء الانتخابات العامة لحركة فتح كي يتسنى لها أن تختار قيادات جديدة لمؤسساتها التي لم تجرِ انتخابات الجمعية العامة لها منذ 16 عاماً.


الأسد يثير الانتباه


اهتم الكاتب يوئيل استيرن في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس" بطريقة التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة أن الأخير أعرب في غير مرة عن رغبة بلاده في التفاوض مع إسرائيل على أساس الأمور التي توقفت عندها المفاوضات السابقة بين البلدين. ويعتقد الكاتب أن الأسد يرغب في ذلك إلا أنه ما زال يشكل تهديداً للدولة العبرية التي تعتبر سوريا مصدر التهديد الثاني لكيانها بعد إيران. ولكن هذا الأمر، بحسب الكاتب، لا يمنع الرئيس الأسد من إثارة انتباه إسرائيل بين الحين والآخر بذكاء شديد. ويرى أن الأفضل لشارون وللرئيس الأميركي جورج بوش النظر إلى الأسد بمنظار مختلف، حتى لو كانت تصريحاته تهدف بالدرجة الأولى إلى لفت الأنظار فقط. ويشير الكاتب إلى النظرة السائدة حالياً لدى القياديين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، حيث يجمعون على أنه رئيس يتمتع بالنضج السياسي، وبذلك يمكن التفاوض معه والحديث عن سلام بين سوريا وإسرائيل مع طرح موضوع "الجولان" على مائدة التفاوض دون خوف من فشل العملية.


معارضة "الليكود" من داخله


وقوفاً في وجه مساعي رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون لتشكيل تحالف حكومي قوي مع حزب "العمل" نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم تظهر معارضته لمثل هذا الائتلاف خوفاً من أن تحكم إسرائيل الأفكار اليسارية العلمانية.


الصحيفة ذكرت أن الاجتماع الأخير الذي عقدته شخصيات بارزة في "الليكود" أكد أن الشعب الإسرائيلي يمقت سياسة "العمل" وهو يريد مضاعفة قوة "الليكود" وذلك لن يتم بإشراك "العمل" في الحكومة التي ستنصاع إلى قيادة الأخير وتضعف من قوة "الليكود" بدلاً من أن تضاعفها.


تصريحات الوزير شالوم لم تتوقف عند هذا الحد بل تناولت ما وصفه بخطأ الحكومة الأكبر وهو التنازل عن الأحزاب الدينية المتطرفة في الحكومة. وطالب شالوم بتفعيل مؤسسات حزب الليكود المشلولة بدلاً من السعي لائتلاف سلبي مع حزب العمل.


ترانسفير اليهود


انتقدت افتتاحية صحيفة "هآرتس" ليوم الأحد الماضي المزاعم اليمينية المتطرفة بأن الحكومة تسعى من خلال تنفيذها لخطة الانفصال عن غزة إلى خلق ما أسمته "ترانسفير اليهود". واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه المزاعم من شأنها تصعيد الصراع العنيف بين التيارات اليمينية المتطرفة والحكومة الإسرائيلية، وحتى بين تلك التيارات اليمينية نفسها. المصطلح "ترانسفير اليهود" استفز الصحيفة بصورة واضحة، فهي ترى عملية ترحيل المستوطنين عن غزة إعادة لهم لأرضهم السيادية بعد أن كانوا يقطنون أرضاً محتلة، وما يسمونه اليوم بالترانسفير هو محض افتراء متعمد يضعف شرعية خطة الانفصال عن غزة.


وتتناول الصحيفة ما يتعرض له يونتان باشي الرئيس الجديد لإدارة الانفصال عن غزة، والذي عين مؤخراً من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون، وهو يواجه مرارة الهجوم اليميني المتطرف عليه يومياً دون هوادة، خاصة أنه عضو في الكيبوتس الديني وم