تحت عنوان "ما بعد ثورة المعلومات: حقائق تحتاج إلى عصف ذهني!"، نشرت "وجهات نظر" يوم الثلاثاء 20-7-2004 مقالاً للأستاذ جمال خاشقجي، تطرق خلاله إلى ثورة تقنية المعلومات وما نجم عنها من تغيرات في مفاهيم الغرب وانتقالهم الفكري إلى مرحلة "ما بعد ثورة تقنية المعلومات"، في حين أننا هنا في الشرق العربي لا زلنا قابعين في مرحلة ما قبل هذه الثورة، أو من باب المجاملة على أعتاب الثورة التقنية العالمية!
وضمن تعقيبي على ما ورد في هذا المقال، أرى أن سؤال الكاتب عن موقعنا بين كل تلك الأحداث؛ يستدعي بكل بساطة حقيقة تتمثل في أننا لن نستطيع مجاراة العصر الذي نعيش فيه إلا إذا استطعنا إدراك الفجوة المعرفية والتقنية بيننا وبين الغرب، بمعنى، أنك ترى الطفل الغربي يشجعه أبواه على اقتناء أكبر عدد من القصص، فتجده دائم التلهف على المطالعة، في حين أنك ترى ميول الطفل العربي –غالبا- مذ نشأته تذهب بعيداً عن مجال القراءة والمطالعة. وتستطيع ملاحظة ذلك من خلال ثلاثة عوامل؛ أولها: حسب تقرير وزارة التربية و التعليم في إحدى الدول العربية- في الألفية الجديدة- فإن نسبة الأطفال المسجلين في مرحلة رياض الأطفال هي13% فقط من إجمالي عدد الأطفال الذين ينتمون إلى نفس الشريحة العمرية، ونسبة التسرب في مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي قد بلغت 45% من إجمالي المسجلين فيهما!
وثاني تلك العوامل هي: عدد البرامج التليفزيونية التعليمية الخاصة بالأطفال، ففي إحدى الدول العربية – وذلك حسب آخر إحصائيات وزارة الإعلام فيها- تقدر نسبة البث السنوي لبرامج الأطفال بـ5.9 % فقط من إجمالي بثها البرامجي! أما ثالث تلك العوامل فهو: قلة الاهتمام في نشر المكتبات العامة أو المكتبات المتخصصة في ترويج الكتب في دولنا العربية، فمعظم المكتبات الموجودة حالياً لو لم تكن تحوي بعض المعدات المنزلية والألعاب الترفيهية لكانت شبه مهجورة!
وإن كان الأستاذ خاشقجي قد ألمح إلى تواضع المشاركات العربية في الملتقيات الفكرية والعلمية العالمية؛ فإننا لنتطلع إلى تفاعل جاد في المشاركة والحوار مع من سبقنا في شتى المجالات، وذلك حتى نقرب المساحات التي تفصلنا عنهم، ونبدأ بعد ذلك بالعمل في ملتقيات عربية وورش عمل معلوماتية حتى نقرب وجهات النظر بين بعضنا بعضاً؛ فيتم صقل عقولنا الفكرية مواكبةَ لمن حولنا، فلا نصبح في يوم من الأيام كمن يحلق خارج السرب.
سيف السيفي - أبوظبي