تحت عنوان "دفاعاً عن العراق الجديد" نشرت "وجهات نظر" يوم الأحد الماضي 18-7-2004 مقالاً للدكتور شملان العيسى، طرح فيه أربعة أسباب أو مبررات فسر من خلالها موقف المعارضين للحكومة العراقية المؤقتة. وأقول للدكتور شملان: في البداية أود أن أوضح لك أننا كشرفاء في الوطن العربي نعارض وبشدة كل من يقوم بأي عمل ضد الأشقاء العراقيين وضد كل بريء من الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل بما يحصل هناك. وكما ذكرت في بداية مقالك بأن الحكومة العراقية تحارب كل من يقومون بأعمال تخريبية في محطات الماء والكهرباء، ولكن جانبك الصواب في تحديد لماذا يقوم هؤلاء بهذه الأعمال التخريبية التي ننبذها جميعا؟ وأنا هنا لا أبرر سبب قيامهم بهذا، ولكني أختلف معك في "أسباب تآمر الجميع" كما ذكرت ضد الحكومة العراقية المؤقتة، الذي نسبته للعرب والمسلمين دون العراقيين، واستشهدت بإحصائية وزير حقوق الإنسان في الحكومة العراقية المؤقتة، الذي ذكر أنهم احتجزوا أكثر من 99 شخصاً من جنسيات غير عراقية ولكنه لم يذكر عدد العراقيين الذين تم احتجازهم.
ذكرت أن هنالك أربعة أسباب تدفعهم إلى معارضة الحكومة العراقية، السبب الأول في رأيك هو محاولة إجهاض أي نظام ديمقراطي جديد في المنطقة، ولا أعتقد أنه يوجد من يريد أن يكون سيف الاستبداد مسلطاً عليه. والسبب الثاني هو أن رئيس الحكومة العراقية المؤقتة الدكتور علاوي من الطائفة الشيعية والذي برأيك دافعه النزعات الطائفية المثارة في العراق، ولكن ما هو تفسيرك لاستهداف أعضاء الحكومة العراقية المؤقتة من الطوائف الأخرى كالأكراد والسنة؟
أما بالنسبة إلى السبب الثالث بأن الدول العربية والإسلامية المحيطة بالعراق تتخوف من أن التغييرات في العراق المجاور قد تمس أمنها بانعكاسها على تفكير شعوبها، ولكن الواقع يعارض ما طرحته، حيث إن أغلب دول الجوار، إن لم يكن جلها، اعترفت بالحكومة العراقية المؤقتة وتعامل معها التعامل الرسمي والبروتوكولي كأي تعامل آخر بين أي دولتين.
والسبب الرابع الذي هو على النقيض من سابقيه لأنني أؤيدك فيه إلى أبعد الحدود هو أن النظام العراقي الجديد يلقى دعماً قوياً ممن أسميتهم بقوات التحالف الغربي وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وهو السبب الرئيسي الذي دفع بهؤلاء العرب والمسلمين إلى مهاجمة الحكومة العراقية المؤقتة، إذ أنهم رأوا فيها حكومة جاءت إلى العراق على متن الدبابات الأميركية المحتلة.
أما فيما يتعلق بخوف حكام الخليج من التقارب الأميركي-العراقي الجديد، كما ذكرت، فلا أعتقد أنه يخفى عليك أن جميع دول الخليج اعترفت بالحكومة العراقية المؤقتة وقدمت لها كل الدعم والمساعدة.
حسن محمد- أبوظبي