منذ عامين تقريباً، قرأت في إحدى الصحف المحلية خبراً مفاده أن الولايات المتحدة تطوعت لمساعدة السلطة الفلسطينية حتى تحسن هذه الأخيرة من مستوى مؤسساتها الأمنية، وتم ذلك بعد لقاء عقد بين مسؤولين أمنيين أميركيين كبار ومسؤولين أمنيين في السلطة الفلسطينية، واتفق الجانبان خلال هذا اللقاء على حصر مؤسسات الأمن الفلسطينية في مؤسسة أو اثنتين، واتفقا على ألا يكون من العناصر الأمنية التي تعمل لحساب هذه المؤسسة (أو المؤسستين) أفراد لهم علاقة بالمقاومة، وأن يتم تدريب هذه العناصر في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
هذا التعاون المبطن الذي كان ظاهره تحسين الأوضاع الأمنية الفلسطينية، وليس في باطنه إلا تحسين الأوضاع الأمنية الإسرائيلية، وحصر المؤسسات الفلسطينية في مؤسسة يسهل مراقبتها. إضافة إلى أن اختيار عناصر الأمن الفلسطيني على أساس أنهم ليسوا من تنظيمات المقاومة ليس إلا لزرع الفتنة بين الفلسطينيين، وطبعاً لارتكاب الجرائم والاعتقالات ضد أبناء الشعب الفلسطيني بيد الشعب الفلسطيني، وفي ظل الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها الساحة الفلسطينية يمكن القول إن نتائج هذا اللقاء قد بدأت تثمر.
سحر حسين الحارثي - جامعة الإمارات