اضطرابات غزة تعطل خطة الانفصال... و"البرغوثي" أفضل من تتفاوض معه إسرائيل


انشغلت الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع بالأحداث المأساوية الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، وبتحليل ما ستؤول إليه الأوضاع، ومن المستفيد من الاضطرابات بين الفصائل الفلسطينية، غير الإسرائيليين.


تداعيات في صالح إسرائيل


(ما زال من السابق لأوانه تقدير مدى التفتت الذي أصاب السلطة الفلسطينية. أما زال الوضع هناك قابلاً للتحول، ويمكن، رغم كل شيء، تحقيق نوع من الاستقرار الداخلي؟ أم أن السلطة باتت قريبة من الانهيار المطلق؟ اللاعب الرئيسي، تنظيم حماس، يمكنه إنزال ضربة قاضية بالسلطة). هكذا ينظر الكاتب أليكس فيشمان للاضطرابات الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. ففي مقاله "الانفصال رغم كل شيء"، المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم أمس الأول، يستنتج الكاتب أنه في ضوء فوضى قطاع غزة، لن يكون بالإمكان تنفيذ خطة الانفصال حسب الجدول الزمني الذي حددته الحكومة الإسرائيلية. فهو يرى أن الفوضى في القطاع ستولد مشكلة أمنية غير محتملة في إسرائيل، ولذلك يتحتم على الإسرائيليين البقاء في غزة. ويعني هذا الخيار، بحسب الكاتب، أن إسرائيل لا يمكنها الاكتفاء بالوضع الحالي للسيطرة على أجزاء من القطاع فقط وستضطر إلى احتلال القطاع كله... "ذلك أنه لا يمكن مواجهة وكر الأفاعي هذا إلا إذا قمنا باحتلال المنطقة وإدارتها بقبضة فولاذية حتى تحقيق الاستقرار".


ويعلق الكاتب على التصريحات الصادرة عن أعضاء في الحكومة الإسرائيلية بأنه ليس هناك من يتم تسليم القطاع إليه، موحياً بأن هذا هو، كما يبدو، الخيار الذي يفضله بعض أصحاب القرار في إسرائيل.


الصراع الفلسطيني الجديد


من جانبها اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها غزة وقرارات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الفردية بتعيين رؤساء جدد للأجهزة الأمنية، تطعن في شرعية القيادة الفلسطينية وتدعم رؤية الشارع الفلسطيني لضعف هذه القيادة. ورأت الصحيفة في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي أن من فكروا في وحدة الكيان الفلسطيني بعد الانسحاب من غزة مدعوون الآن لإعادة النظر في تفكيرهم غير السليم بعد الأحداث الأخيرة التي فاجأت العالم وبينت الصورة السيئة لقطاع غزة في حال الانسحاب الإسرائيلي الكامل منه.


لنتحدث مع البرغوثي


هكذا كان عنوان المقال الأبرز هذا الأسبوع في الصحف الإسرائيلية، وهو للكاتب والمحلل الأمني والاستراتيجي زئيف شيف في صحيفة "هآرتس"، وفيه يرى الكاتب أن مروان البرغوثي يمكن أن يكون الشريك الجدير بالثقة في المفاوضات مع إسرائيل بعد أن ثبت للجميع أن عرفات لن يكون بأي حال من الأحوال هذا الشريك.


المقال ركز على أنه ليس لإسرائيل اليوم عنوان فلسطيني بارز للتفاوض معه، لا عرفات ولا أحمد قريع، ولا محمد دحلان، ولا محمود عباس. وعليه يستنتج الكاتب أن مروان البرغوثي هو أحد الزعماء الأكثر أصالة وشعبية في الشارع الفلسطيني، وهو قادر على أن يقيم حوله ائتلافاً قيادياً قوياً، قد يحطم الدائرة المأساوية التي يتواجد فيها المجتمع الفلسطيني، "غير القادر على اتخاذ القرارات الكبرى، باستثناء استخدام العنف". ويعتقد الكاتب أن البرغوثي يؤمن بالسلام مع إسرائيل. وهذا ما يؤكد الكاتب أنه لمسه أثناء زيارة سابقة لمروان البرغوثي في مكتبه قبل الانتفاضة الأخيرة. وبناءً على هذه النظرة يرى الكاتب أن التاريخ وفر أمثلة عديدة لمفاوضات ناجحة بين حكومات وزعماء محتجزين في السجون. مثل نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، وجومو كينياتا زعيم الثوار في كينيا. وكلاهما أصبحا مع الزمن رئيسين لبلديهما، وزعيمين محبوبين قادا إلى التسويات السلمية. ويدعو الكاتب في نهاية مقاله الحكومة الإسرائيلية إلى البحث عن النموذج الفلسطيني السليم، وبرأيه فإن مروان البرغوثي يحتمل أن يكون هذا النموذج المطلوب.


الموساد يتخبط


أدانت صحيفة "هآرتس" سياسة مديري جهاز الموساد الإسرائيلي، خاصة بعد فشل الموساد في تنفيذ إحدى العمليات الخاصة في نيوزيلندا مؤخراً وتم الحكم على اثنين من عناصره بالسجن ستة شهور. ورأت الصحيفة أن سلسلة العمليات الفاشلة منذ عام 1997، في الأردن، وسويسرا، وقبرص والآن في نيوزيلندا، تدل على أن مديري الموساد يجدون صعوبة في استخلاص العِـبر ويتصرفون بغطرسة. فالعمليات الفاشلة في الدول الصديقة، بحسب الصحيفة، تلحق أضراراً خطيرة للغاية بعلاقات إسرائيل الخارجية، وبسمعة وقدرة الاستخبارات الإسرائيلية. كما أنها تشير إلى خلل بنيوي وتنفيذي وفكر مختل ل