تحت عنوان "نهاية إرهابي" كتب الأستاذ عبدالله رشيد مقالاً يوم الاثنين 28 يونيو2004 تناول فيه حياة الشاب السعودي المغرّر به عبدالعزيز المقرن الذي لاقى حتفه على يد قوات الأمن السعودية. ولا شك أننا جميعاً متفقون على أن ما قام به عبدالعزيز المقرن من أعمال إرهابية في المملكة العربية السعودية، لا يمت للإسلام بصلة من قريب أو بعيد، بل هو ترويع للآمنين وفساد كبير لا يقبله شرع ولا دين والإسلام بريء من جميع هذه الأفعال وممن يقوم بها.
ولكن ما لا نتفق فيه مع الأستاذ عبدالله رشيد هو انتقاده الشديد للجهاد الأفغاني إبان الاحتلال السوفييتي لهذا البلد المسلم الذي يرتبط بعرى الأخوة الإسلامية والمصير المشترك مع جميع الدول الإسلامية، وهذا ما يتناقض مع رأي الكاتب تماماً والذي يعاتب ويلوم فيه جميع من ذهب إلى أفغانستان بأنهم ارتكبوا خطأ فادحاً وذنباً لا يغتفر لأنهم من دول عربية.
ولم يتوقف الأستاذ عبدالله عند هذا الحد بل وصف المجاهدين الذين ذهبوا إلى هناك بأنهم قطاع طرق وأباطرة تهريب المخدرات، مع أن من ذهب من هؤلاء الشباب إلى هناك يعيشون في مستويات مادية عالية نسبياً ولم تضق بهم سبل العيش حتى يذهبوا إلى أفغانستان للبحث عن لقمة العيش والمتاجرة بتهريب المخدرات، فيا عجباً لهذا الكلام الغريب.
والأمر الأشد غرابة تناسي الكاتب لكون الذهاب إلى الجهاد في أفغانستان آنذاك لم يكن نتيجة لغسل أدمغة هؤلاء الشباب من قبل مشايخ الدين المتخلفين، وإنما بناء على فتاوى أجازها كبار علماء العالم الإسلامي آنذاك، بل وبدعم من البعض من الحكومات وبعلم الأخرى نتيجة للظروف العالمية المواتية وقتها، وإلا فكيف نفسر وجود الأعداد الضخمة من المجاهدين الذين عاد البعض منهم إلى بلدانهم بعيد تحرير أفغانستان ليعيشوا كغيرهم من المواطنين الآمنين؟ مع أننا نختلف كلياً مع البعض الآخر من البسطاء منهم أو الجهلة بالدين الذين غُرّر بهم وتم تجنيدهم للعمل ضد الحكومات باسم الإسلام لتحقيق أهداف خاصة بمن جندهم، وترويع الآمنين من المسلمين وهذا ما لا نرضاه أبداً، بل وندعو إلى التكاتف من قبل الجميع لوقف هؤلاء عن ممارسة هذه الأعمال التي تزعزع أمن المجتمع برمته، والبحث عن الطرق الكفيلة التي تساهم بإنهاء هذه الأزمة العصيبة إلى الأبد عن طريق شرح مبادئ الدين الحنيف.
وكلمة أخيرة نوجهها إلى الشباب الذين اتخذوا العنف سبيلاً أن يتقوا الله في أمتهم وأنفسهم ودينهم، وأن يعودوا إلى جادة الصواب وطريق الحق، ويكفوا عن زيادة آلام الأمة التي تزداد يوماً بعد يوم. وأناشد جميع الكُتاب أن يعطوا كل ذي حق حقه من مدح وذم وألا يقوموا بالخلط بين الحسن والسيئ.
عبدالسميع سعيد - أبوظبي