في خضم الجدل الدائر حول بناء الجدار الأمني الذي يفصل أراضي الضفة الغربية عن اسرائيل، وبعد أيام قليلة من قرار محكمة العدل الدولية المطالب بوقف بناء الجدار وهدمه، يدعو وزير السياحة الإسرائيلي "جدعون عزرا" بتحويل الجدار الفاصل في الضفة إلى "مزار" للسياح لإبراز حاجة الدول العبرية إلى الأمن. هذه النوع من التصريحات لا يخدم سوى المتطرفين الإسرائيليين الذين لا يجيدون شيئاً سوى قلب الحقائق. الغريب أن الوزير الإسرائيلي لا يدرك مدى سذاجة دعوته وتناقضها مع الواقع؛ فكيف يستطيع الأجانب التوجه إلى مكان أصبح مثار استياء المجتمع الدولي؟ وهل يجرؤ السياح الأجانب، الذين لا يقصدون اسرائيل لافتقارها إلى الأمن، على أن يغامروا بأرواحهم ويتوجهوا إلى مكان يتسبب في معاناة آلاف الفلسطينيين؟
وفي تقديري أن تصريحات وزير السياحة الإسرائيلي تدخل في إطار الاستخفاف بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، وتدخل أيضاً ضمن السياسات الإسرائيلية المُحبطة التي تستخف بمشاعر الفلسطينيين.
وقد يغيب عن مخيلة المسؤولين الإسرائيليين أن هذه التصريحات ليست سوى دافع جديد لتأجيج المقاومة الفلسطينية وتدشين جيل جديد هدفه الأول انتزاع ما تبقى من حقوقه بالقوة من الجبروت الإسرائيلي.
وإذا كانت اسرائيل قد تعودت على تجاهل القرارات الدولية، فإن هذا لا يعني أنها نجحت في تحدي الرأي العام الدولي، خاصة وأن ثمة فلسطينيين مصممون على حقوقهم مهما طال الزمن.
أسامة شحاتة-دبي