بعد أن اختار مرشح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة الأميركية السيناتور جون كيري "جون إدواردز" نائباً له، تواتر الحديث في واشنطن عن ضرورة أن يقوم الرئيس بوش باختيار نائب جديد له بدلاً من ديك تشيني. البعض رشح السيناتور الجمهوري "جون ماكين" وآخرون رشحوا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ "بيل فرست". لكن من الواضح أن الرئيس بوش لا يزال حتى الآن متمسكاً بنائبه، وذلك على الرغم من أن تشيني يرتبط في مخيلة الناخبين الأميركيين بالحرب على العراق وما نجم عنها من تداعيات، خاصة ما يتعلق بالضغط على أجهزة الاستجبارات لإعداد تقارير تدعم قرار الحرب.
وبغض النظر عن المأزق الذي يمر به ثنائي (بوش-تشيني)، فإنه من الناحية العملية قد يكون من الصعب على الرئيس الأميركي استبدال نائبه، لأن هذه الخطوة قد تضر به شخصياً، فمن غير المنطقي التضحية بالرجل رقم 2 في فريق بوش، سيما في فترة بدت خلالها الإدارة الأميركية أكثر عرضة للانتقادات سواء في المسألة العراقية أو في مسألة حماية الحريات المدنية وتحفيز نمو الاقتصاد الأميركي. الرئيس الأميركي لا يريد أن يترك انطباعاً لدى مواطنيه بأن فريقه غير مترابط أو يفتقر إلى الانسجام لأن المسؤولية في نهاية الأمر سيتحملها الرئيس الأميركي الطامح في فترة رئاسية ثانية يأمل فيها نشر السلام في العالم والانتصار على الإرهاب وجعل بلاده أكثر أمناً.
عصام سعيد- دبي