الحالة الأمنية الحرجة التي يعيشها العراقيون تزيد من الأعباء الملقاة على كاهل الحكومة العراقية المؤقتة التي يطمح الجميع في أن تمهد الطريق إلى انتخابات حرة، بعدها ينعم العراقيون ببرلمان منتخب وحكومة ديمقراطية نزيهة. لكن ما نراه في وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى خاصة عمليات اختطاف الأجانب يُحبط الأمل في نفوس العراقيين الذين يأملون في تعافي بلادهم بسرعة من الإرهاب، وفي الوقت ذاته تثير هذه المشاهد مخاوف بعض البلدان التي لديها الرغبة في إرسال قوات للمساهمة في حفظ الأمن وإعادة الإعمار داخل العراق. إن استمرار هذا المشهد يذكر العراقيين بأن الوضع الأمني لا يزال صعباً وأن الأمر يتطلب مزيداً من الوقت والجهد للخروج من هذا المأزق. وفي حال استمرار التوتر الأمني داخل العراق، ثمة مخاوف تطرح نفسها، أهمها، وربما أخطرها، أن البلدان التي سترسل قوات إلى العراق ستواجه ضغوطاً شعبية قوية خوفاً من أن يتعرض رعايا هذه البلدان للمصير نفسه الذي يتعرض له الرهائن الذين يتم اختطافهم من آن إلى آخر داخل العراق، الأمر الذي يلقي بآثار سلبية على عملية إعادة الإعمار في العراق.
سمير محمود- أبوظبي