تحت عنوان "المشروع الأميركي لإصلاح التعليم... رؤية هادئة" نشرت "وجهات نظر" يوم الأحد الموافق 11-7-2004 مقالاً للدكتور طارق سيف. وضمن تعقيبي على ما ورد في هذا المقال أقول للدكتور طارق: إن مطالبك من فيزياء وكيمياء وغيرهما من العلوم التطبيقية مشروعة، وإن الحقوق لا تُعطى يا دكتور طارق ولكنها تُؤخذ، والعرب لا يرون في ذلك حقهم، ثم إن العلوم التطبيقية التي تطالب بها لبناء مجتمعات متحضرة، وواعية لديها القدرة على مواجهة الآخرين فيها مخاطر لأن العلم عندنا قال فلان عن فلان عن فلان.
القصد من نقل العلم ليس إرجاعه إلى أصحابه بمعنى "المصدر" ولكن القصد عدم تطوير العلم بما يتكيف والزمن الذي يعيش فيه، وهذا هو سبب تخلف العرب والمسلمين لأن كل مبدع- في الأصل "مبتدع"- في النار، فلماذا الصداع يا دكتور طارق سيف إذاً ؟!
الشيء الذي لا يمكن الاستغناء عنه وهو الرياضة والفنون والموسيقى، ليس فقط في مفهومنا عبارة عن لهو ولعب، بل في أحيان كثيرة، وعند البعض من العلماء، حرام لأن فيه مضيعة للوقت، حيث إن الموسيقى ليست لها علاقة بتنمية الروح الإنسانية لأنها معازف الشيطان، وهي ليست علما. وربما نحن من عايش فترة إلغاء الحصص الخاصة بالرياضة والفن وكذلك الحصص الترفيهية للطالب على اعتبار أنها لعب في لعب فقط.
لا تطالب يا دكتور طارق، الأميركان بإدخال إصلاحات يجب إدخالها، لكن على العرب المبادرة من أجل الإصلاح، والأشياء التي طالبت بها تُنمي الكثير من المواهب وبالتالي العقول،غير أن وجود فئة غير قليلة في المجتمع العربي ترفض مثل تلك العلوم، جعل الأميركيين لا يملكون سوى الدفاع عن أنفسهم، وتعديل ما هو مناسب لهم وترك العرب وأفكارهم الجميلة.
سعيد محمد الكتبي-الإمارات