أدركت الولايات المتحدة والغرب عموماً أن البلدان الفقيرة تشكل في المحصلة الأخيرة خطراً يهدد مصالح العالم الرأسمالي الحر، ذلك لأن هذه البلدان غير قادرة على ضبط الأمن أو السيطرة على التنظيمات الإرهابية أو أن هشاشة الأجهزة الرسمية فيها تجعلها ملاذاً آمناً للإرهابيين. ناهيك عن الفساد والفوضى اللذين يوفران فرصاً غير مسبوقة للعناصر الإرهابية. وفي ظل هذا المشهد، ربما تركز واشنطن في المرحلة المقبلة على أفريقيا كي لا يتكرر في هذه القارة المثقلة بالفقر والديون والأوبئة، سيناريو أفغانستان، سيما وأن بعض فلول "القاعدة" نجحت في تنفيذ عمليات إرهابية في بلدان أفريقية سواء في عقد التسعينيات أو في العام الماضي. وفي ظل مخاوف وشكوك تتمثل في إمكانية تسلل العناصر الإرهابية إلى بعض البلدان الأفريقية لن يكون أمام الغرب خيار سوى مد يد العون لحكومات هذه البلدان، ما يعني أن مكافحة الفقر في أفريقيا يمكن أن تلعب دوراً ناجعاً في تقليص خطر الإرهاب.
عثمان إبراهيم- الخرطوم