في ظل انعدام الأمن السائد الآن على الساحة العراقية، لا يستطيع أحد تأكيد هوية الجهات التي تقف وراء العمليات الإرهابية التي تحدث على أرض العراق بين الفينة والأخرى. البعض يتهم أتباع النظام السابق وآخرون يركزون على "أبو مصعب الزرقاوي" لأنه، حسب زعمهم، يقود تنظيم "القاعدة" داخل العراق. وهناك من يتهم بعض دول الجوار بالوقوف وراء هذه العمليات. وعلى وقع هذه التكهنات، تنتاب العراقيين حالة شك واضحة في كل ما يدور حولهم من أحداث، خاصة وأن معظم العمليات الإرهابية باتت تستهدف العراقيين، ما يعزز ضلوع جهات خارجية تريد زعزعة استقرار العراق والإبقاء على الفوضى فيه. وضمن هذا الجدل هناك من يفسر هذه العمليات بأنها تأتي من أجل التعجيل بخروج قوات التحالف من العراق، لكن هذا التفسير يشوبه التناقض، كون حالة الفوضى الناجمة عن هذه العمليات، تجعل من خروج قوات التحالف مسألة في غاية الصعوبة. لكن ما الحل؟ هل يصبح العراق فريسة للفوضى؟ الإجابة أنه ليس من مصلحة أحد استمرار الفوضى في بلاد الرافدين، لأن تكريس الوضع القائم حالياً، سيطيل فترة بقاء قوات التحالف في العراق، وهو ما سيجعل العراقيين يدورون في حلقة مفرغة، وهو سيناريو لا يرغب أحد في استمراره، أملاً في أن يتعافى الشعب العراقي من أدران النظام السابق.
بكر علي- العراق