دعوة لإصلاح الاستخبارات... وباكستان حليف "غير مقنع"... والأميركيون لا يقرؤون


تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بما تضمنه من تأكيد على فشل الـ"CIA" في رصد قدرات صدام الحقيقية، والدعوة إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، وتقييم باكستان كحليف لواشنطن في حربها على الإرهاب، وتناقص عدد قُراء الكتب في الولايات المتحدة، موضوعات أربعة شملتها جولتنا الأسبوعية في الصحافة الأميركية.


 إعادة النظر في الاستخبارات


 في افتتاحياتها ليوم السبت الماضي، والمعنونة بـ"فوضى الاستخبارات" استنتجت "الواشنطن بوست" أن استقالة مدير الـ"CIA" التي أصبحت سارية المفعول يوم أمس الأحد والتي جاءت، حسب الصحيفة، في "وقت مناسب"، لن تضع نهاية للجدل الدائر حول المسؤولية عن فشل الاستخبارات في العراق، بل يتعين أن تكون هذه الاستقالة، فرصة لكل من الإدارة الأميركية والكونجرس لإجراء إصلاحات في وكالة الاستخبارات المركزية. وعلى رغم شروع هذه الأخيرة في القيام بتغييرات تدخل في إطار الاستجابة للفشل الذي مُنيت به في العراق أو في التنبؤ بأحداث 11سبتمبر، فإن هذه الاستجابة لا تزال غير مناسبة، ما يدعو إلى القيام بعملية إعادة نظر واسعة داخل المجتمع الاستخباراتي الأميركي لمواجهة المشكلات التي أشار إليها تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، سيما علاقات الـ"CIA" ببقية الوكالات الأمنية الأخرى.


لجنة فاشلة


أما "الواشنطن تايمز" فنشرت قبل يومين افتتاحية عنونتها بـ"فشل لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ" وتوصلت خلالها إلى استنتاج مفاده أن أعضاء اللجنة الذين ينتقدون المجتمع الاستخباراتي لفشله في العراق وفي أحداث سبتمبر لعبوا هم أيضاً دوراً في هذه المأساة،؛ فأين كانوا عندما فشلت الـ"CIA"، سيما وأن لديهم صلاحية استجواب محللي الاستخبارات، ولديهم وسائل للتحقق والتأكد من المعلومات الاستخباراتية؟


شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي


 "كي نتجنب مواجهة نووية، ربما يتعين على إسرائيل التنازل"، بهذه العبارة استهلت "ذي كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن مدير عام وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي وجه خلال زيارته إلى إسرائيل رسالة واضحة مفادها أنه في ظل تنامي عدد الدول التي تحاول بناء أو امتلاك أسلحة نووية، وفي ظل الخطر المتنامي والمتمثل في سعي التنظيمات الإرهابية الدولية إلى امتلاك هذا النوع من الأسلحة، فإن ترسانة إسرائيل النووية ستصبح وسيلة أقل ردعاً لأعداء الدولة العبرية. وبعد أن تم تجريد العراق وليبيا من قدراتهما النووية، وفي ظل احتمال تعرض إيران لعقوبات اقتصادية قاسية من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ما لم تتخلّ طهران عن طموحاتها النووية. ترى الصحيفة أن الشرق الأوسط أصبح مستعداً الآن، من الناحية الدبلوماسية، لتدشين منطقة خالية من السلاح النووي، وذلك إذا بدأت إسرائيل، القوة النووية الوحيدة في هذه المنطقة، عملية طويلة من محادثات بناء الثقة من خلالها يمكن التفاوض على أسلحتها النووية. ويتعين على الولايات المتحدة مطالبة إسرائيل وإيران بالدخول في مباحثات حول تخلي تل أبيب وطهران وقوى إقليمية أخرى عن امتلاك أسلحة نووية. وإذا كانت واشنطن تدفع باتجاه "خريطة طريق" لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، فإنه يجب عليها التعاون مع وكالة الطاقة الذرية للبدء في محادثات شرق أوسطية موازية حول الأسلحة النووية.


 "باكستان من دون خداع"


 تحت هذا العنوان رأت "النيويورك تايمز" في افتتاحيتها ليوم الجمعة الفائت أن كثيراً من المخاطر الكبرى التي من المتوقع أن تواجهها الولايات المتحدة خلال العقود المقبلة تكمن الآن في "باكستان برويز مشرف"، وهذه المخاطر تبدأ من الحكم القمعي الديكتاتوري الذي ينتهجه الرئيس الباكستاني والذي أصبح عامل ضغط خطير يؤجج حالة الاستياء في العالم الإسلامي؛ فبعد خمس سنوات من وصوله إلى الحكم لم يقم مشرف باقتسام السلطة، ولا يزال يستمد سلطته من السيطرة على الجيش. أما في مجال حظر الانتشار النووي، فإنه بعد ضغوط شديدة من الولايات المتحدة، قامت إسلام أباد باستجواب العالم النووي "عبدالقدير خان" الذي وصفته الصحيفة بـ"الأب الروحي الدولي لبرامج الأسلحة النووية التي تحوزها البلدان المارقة"، ما أدى إلى الكشف عن الجهود السرية التي بذلتها بلدان عدة من أجل امتلاك هذه البرامج الخطيرة، لكن لا توجد طريقة للتأكد مما إذا كان "بازار الأسلحة النووية" الذي أداره خان قد أُغلق تماماً أم لا. أما عن علاقات باكستان بـ"الإرهاب الإسلامي"، فإنها لا تزال غامضة على نحو خطير؛ تاريخياً وظّف القادة العسكريون الباكستانيون- ومن ضمنهم مشرف- "طالبان" و"جماعات إرهابية" في كشم